أنه عباسي. والكل يتشبث بآثار وأخبار (1). وذكر بعض الأمور التي اضطربت واختلفت فيه الروايات الواهية والموضوعة.
ولا غرابة في ذلك فإن من علامات الخطأ أو الكذب أن يكون متعارضا مختلفا ونحن لا ننكر أن كثيرا من الأحاديث والآثار الواردة في هذا الموضوع ضعيف أو موضوع فإن تعارضت هذه الأخبار فلا تضر شيئا تلك الروايات الثابتة فإنها ولله الحمد لا نجد فيها أي تعارض. وليس من التحقيق والإنصاف أن ننكر كل ما ورد بدون تمييز. بل الحق أن ننزل كل شئ منزلته فننكر الخطأ ونقبل الصواب.
(ح) هل نظرية المهدي أنتجت الفتن والقلاقل؟:
قال الأستاذ أحمد أمين: " وكان من أثر ذلك الثورات المتتابعة في تاريخ المسلمين. ففي كل عصر يخرج داع أو دعاة كلهم يزعم أنه المهدي المنتظر ويلتف حوله طائفة من الناس.. ولو أحصينا عدد من خرجوا في التاريخ الإسلامي وادعوا المهدوية وشرحنا ما قاموا به من ثورات وما سببوا من تشتيت للدولة الإسلامية وانقسامها وضياع وقتها لطال بنا القول.
ولم يكفنا كتاب مستقل " (2).
ولا شك أن كثيرا من الفتن قامت من جراء أدعياء المهدوية في عصور مختلفة وقد ذكرت كثيرا منهم في مقدمة هذا الكتاب، ولكن ليس الذنب فيه ذنب هذه الفكرة السليمة. بل العهدة فيه على أولئك الذين حاولوا استغلال هذه الفكرة من الطامعين في السلطة والحكم وعلى أولئك الغوغاء المتبعين لهم لجهالتهم وبعدهم عن التعاليم الإسلامية الصحيحة.
فالعلاج ليس هو في إنكار هذه الفكرة من أساسها مع ثبوتها علميا كما أن