وزعم أن عليا حي لم يمت، ففيه الجزء الإلهي ولا يجوز أن يستولي عليه وهو الذي يجئ في السحاب والرعد صوته والبرق تبسمه وأنه سينزل إلى الأرض بعد ذلك فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (1).
لقد كان هدف عبد الله بن سبأ الأساسي هو إثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين من كل وجه ممكن وإفساد عقائدهم بأي طريق ولقد وجد في التظاهر بحب أهل البيت منفذا كبيرا ومرتعا خصبا لتحقيق مآربه التخريبية.
فقد كان المسلمون جميعا ينظرون إلى أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم نظرة حب وتقدير لمنزلتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من السهل جدا إثارة عواطف عامة المسلمين بحجة الدفاع عن أهل البيت والولاء لهم وتأييدهم.
وهكذا حدث. فقد استغل عبد الله بن سبأ هذه الناحية وكذلك كل الذين شايعوه ومشوا على فكرته في جميع العصور حسب مصالحهم وأغراضهم وأهوائهم السياسية والمادية. ومن هنا نرى فرق الشيعة جميعا على فكرة الرجعة لمن اختارته لها مهديا. إلا أن السر في تعدد أحزابهم هو ما كانت تمليه ظروفهم السياسية وأهوائهم المادية وأغراضهم المختلفة فكلما سولت لأحدهم نفسه أن يغامر بطلب الولاية والرياسة أو المنافع الأخرى اختار له مهديا وتظاهر بالدعوة إلى إمامته، فإذا مات ذلك المهدي المزعوم قبل أن تتحقق مآربه ادعى أنه غاب ولم يمت ولا بد أن يرجع قبل يوم القيامة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، ومن هنا كثر المهديون عندهم. وسأجمل الكلام في السطور التالية في المهديين عند فرق الشيعة.
السبائية:
وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي وقد تقدم أنه كان يدعى رجعة علي بن أبي طالب إلى الدنيا.