سيد الوجود أخبره به يقظة لا مناما بحضرة الخلفاء الأربعة وغيرهم.
5 - السيد محمد الجونفوري:
لقد عرفنا كثيرا عن الحركات المهدوية التي قامت في المغرب أو السودان، وبلاد الشرق أيضا لم تعدم من يدعي فيها هذه الدعوى فنشأت في الهند أيضا فرقة مهدوية.
وكان مؤسس هذه الفرقة محمد بن يوسف الجونفوري، ولد في سنة 848 ه في مدينة جونبور بشرق الهند وطلب العلم من بعض المشايخ ثم اشتغل بالعبادة والرياضة حتى ترك الأهل والأولاد وخرج يتجول في الفيافي والصحاري والجبال، ورجع بدعوى المهدية فأخذ يبشر الناس بمهديته من بلد إلى بلد وتبعه أناس كثيرون مغترين بزهده وتقشفه كشأنهم وراء كل ناعق. وفي سنة 901 ه سافر للحج وادعى في مكة المكرمة أنه مهدي ومن تبعه فهو مؤمن. ثم رجع إلى الهند وأخذ يتجول من بلد إلى بلد يدعو الناس إلى مهديته وتوجه إلى خراسان ولعله أراد أن يطبق عليه حديث الرايات السود من خراسان ولكن حالت بعض الموانع دونه فمات وهو ينتظر الدخول في خراسان، وكانت وفاته سنة 910 ه (1).
قال في نزهة الخواطر: " قال أبو رجا محمد الشاه جهانبوري في الهدية المهدوية أن الجونبوري لم يمنع أصحابه من ذلك (أي من نسبة المهدوية إليه) وبدل اسم أبيه بعبد الله واسم أمه بآمنة وأشاعهما في الناس وصنف كتابا في أصول ذلك المذهب... ومنها:
" أنه مهدي موعود وأنه أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم بل إنه أفضل من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى على نبينا وعليهم السلام ".