(د) هل روايات المهدي كلها من وضع الشيعة؟:
يزعم بعض الناس أن الأحاديث الواردة في المهدي كلها من وضع الشيعة أو أنها على الأقل يوجد في روايتها من رمي بالتشيع ولذلك فلا تقبل هذه الروايات. لأنها تؤيد بدعتهم فوقعت التهمة فيها عليهم.
ولكن هذه الشبهة ليست بصحيحة لما سيأتي.
رواية أهل البدع:
وللعلماء في قبولها أو عدمه أربعة أقوال:
(1) لا تقبل مطلقا. وهو مذهب الإمام مالك رحمه الله (1) فقد قال:
لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئا. وإنهم لمن يؤخذ عنهم العلم وكانوا أصنافا فمنهم من كان كذابا في غير علمه تركته لكذبه. ومنهم من كان جاهلا بما عنده فلم يكن عندي موضعا للأخذ عنه لجهله ومنهم من كان يدين برأي سوء (2). وقال أشهب: سئل مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون (3). وهو قول أبي بكر الباقلاني وأتباعه ونقله الآمدي عن الأكثرين وجزم به ابن الحاجب (4).
(2) تقبل مطلقا. وإن كانوا كفارا وفساقا بالتأويل. وبه قال جماعة من أهل النقل والمتكلمين (5).