التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء - الصفحة ١٢٠
قيد النكاح ولهذا اختلف العلماء في إيقاعه على المكره والسكران وقد قال كثير من الصحابة والتابعين بوقوع طلاق السكران بل الأكثرون على ذلك فلم يعتبروا فيه قصد حل قيد النكاح ولهذا يلزم الهازل ويقع عليه وما ذلك إلا لإطلاق اللفظ، وإنما كفر الهازل بالكفر لأن كفره دل على استهانته بالدين بقلبه فهو كافر بعقد القلب الذي دل عليه لفظه والمطلق بالهزل مطلق اللفظ لا يعقد القلب على الطلاق فلا يقاس أحد البابين على الآخر وأما إيجاب الكفارة في مذهب أبي حنيفة في يمين الكفر فلأنه إذا قال إن فعلت كذا فأنا كافر كان قد علق يمينه بتعظيم حق الله عز وجل على أن يكفر به فأشبه تعظيم اسم الله أن تنتهك حرمته إذا حلت به فالحق باليمين بالله تعالى في إيجاب الكفارة فله وجه من القياس وإن كان الأصح أن الكفارة لا تجب، وأما يمين العتق وهو ما إذا قال إن فعلت كذا فعبدي حر فإن جمهور العلماء على لزوم العتق عند الحنث وأنه لا تجزئ في ذلك كفارة يمين، هذا هو القول المشهور الذي استقرت عليه المذاهب المتبوعة، حتى قال بعضهم إن الأمة مجمعة عليه وروي عن أبي عبيد وأبي ثور أنهما قالا تجزئ فيه الكفارة، وأما الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد فقالوا بالعتق وهو مذهب عامة علماء الأمصار، وما يروى من أثر ليلى بنت العجماء أنها حلفت بالهدي والعتاق لتفرقن بين عبدها وأمتها فأفتاها ابن عمر وزينب ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهما بالكفارة فهذا الأثر تختلف الألفاظ في روايته روي من عدة ومداره على أبي رافع مولى ليلى بنت العجماء وبعضهم يذكر فيه العتق وبعضهم لا يذكره، وقد ذكرنا عنه عدة أجوبة في الكتاب المطول ظاهرة وقد ذكر هذا الأثر الإمام أحمد ولم يأخذ به بل قال بلزوم العتق وروى أثرا يعارضه عن عثمان بن حاضر قال حلفت امرأة من ذي أصبح فقال: مالي في سبيل الله وجاريتي حرة إن لم تفعل كذا وكذا لشئ ذكره زوجها إن تفعله فذكر ذلك لابن عمر وابن عباس فقالا: أما الجارية فتعتق وأما قولها مالي في سبيل الله فلتتصدق بزكاة مالها، وروي هذا الأثر من طرق وفيه أيضا
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 من هو ابن تيمية 7
3 جمهور الأمة الاسلامية على تنزيه الله عن مشابهة الحوادث 7
4 كشف حال ابن تيمية 7
5 صورة مرسوم ابن قلاوون في ابن تيمية 8
6 كلام ابن تيمية في الاستواء 11
7 ضحك العلماء منه 12
8 تفرقته في جواز التوسل بالرسول في حياته ومنع ذلك بعد موته 13
9 اتفاق الحذاق من جميع المذاهب على سوء فهمه 13
10 ما ذكره ابن شاكر فيه في عيون التواريخ 14
11 إقحام الزملكاني له 14
12 وصول ابن تيمية إلى القاهرة 15
13 شروعه في الوعظ 15
14 ارجاع ابن صصري ابن تيمية إلى القضاء 16
15 ورود المرسوم بمنع ابن تيمية قي الفتوى في الطلاق 17
16 سنة 726 حبس ابن تيمية 18
17 مرسوم السلطان 19
18 صورة الفتوى من خط القضاة الأربعة 20
19 قال أبو حيان 21
20 احتجاج ابن تيمية على اثبات الجهة لله تعالى 23
21 ذكر مسائل من شذوذه 29
22 حال ابن تيمية عن الكتاني 29
23 حال ابن تيمية عند السبكي 30
24 حال ابن تيمية عند الحافظ ولي الدين العراقي 32
25 حال ابن تيمية عن ابن حجر الحافظ 33
26 حال ابن تيمية عند ابن حجر الحافظ 33
27 كلام الحصني فيه 36
28 كلام السخاوي والذهبي فيه 36
29 فصل في استتابته 38
30 دليل على جهله 50
31 فائدة في مسألة الطلاق 51
32 لا تناقض عند أبي حيان 54
33 قول ابن حجر الهيتمي فيه 54
34 نبذة من تشبيهه لله بخلقه 57
35 قوله بالجسمية 58
36 قوله: ان الله يشار إليه برفع الأيدي في الدعاء 59
37 قوله: بالحد لله تعالى 60
38 قوله: إن كل أحد بالله و بمكانه اعلم 61
39 قوله: ان القرآن والسنة... مملوء بما فيه اثبات العلو لله على عرشه 62
40 زعم ان العقل موافق للنقل في ذلك 64
41 مزيد من افترائه 65
42 زعمه ان الحروف في كتاب الله ليست مخلوقة 66
43 صور أسئلة وأجوبة 68
44 افتراؤه على جمهور أهل السنة 74
45 زعمه على ان جمهور الخلق على ان الله فوق العالم 75
46 قوله: بقيام الحوادث بذات الله 76
47 قوله: بحوادث لا أول لها 76
48 تنبيه 77
49 ما نقله الحافظ ابن طولون 78
50 افتراؤه على الامام علي 85
51 فائدة 87
52 تنبيه 88
53 بعض العلماء الرادين عليه والمناظرين له 90
54 حال ابن تيمية عند الشيخ زروق 92
55 الرد على من قال لعلها دسا عليه 92
56 نصيحة 94
57 الرسالة الأولى الدرة المضية في الرد على ابن تيمية للسبكي 97
58 الرسالة الثانية نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الايمان والطلاق للمؤلف السابق 125
59 الرسالة الثالثة النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق للمؤلف السابق 135
60 الرسالة الرابعة الاعتبار ببقاء الجنة والنار للمؤلف السابق 141
61 الرسالة الخامسة رسالة في نفي الجهة لشهاب الدين أحمد بن جبريل الكلابي 159
62 الرسالة السادسة النصيحة الذهبية 203