لامه - فقال عثمان: إن الحكم شيخ قريش، فما البيتان؟ فقال:
رأيت لعم المرء زلفى قرابة * دوين أخيه حادثا لم يكن قدما فأملت عمرا أن يشب وخالدا * لكي يدعواني يوم نائبة عما.
يعنى عمرا وخالدا ابني عثمان. قال: فرق له عثمان وقال: قد وليتك الكوفة، فأخرجه إليها (1).
قال أبو الفرج: وأخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال حدثني عمر بن شبه قال: حدثني بعض أصحابنا، عن ابن (2) دأب قال: لما ولى عثمان الوليد بن عقبه الكوفة قدمها وعليها سعد بن أبي وقاص، فأخبر بقدومه ولم يعلم أنه قد أمر فقال: وما صنع؟ قالوا:
وقف في السوق فهو يحدث الناس هناك، ولسنا ننكر شيئا من أمره، فلم يلبث أن جاءه نصف النهار، فاستأذن على سعد، فأذن له، فسلم عليه بالإمرة، وجلس معه، فقال له سعد: ما أقدمك يا أبا وهب؟ قال: أحببت زيارتك، قال وعلى ذاك أجئت بريدا؟ قال:
أنا أرزن من ذلك، ولكن القوم احتاجوا إلى عملهم فسرحوني إليه، وقد استعملني أمير المؤمنين على الكوفة فسكت سعد طويلا، ثم قال: لا والله ما أدرى أصلحت بعدنا أم فسدنا بعدك! ثم قال:
كليني وجريني ضباع وأبشري * بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره.
فقال الوليد: أما والله لأنا أقول للشعر منك، وأروى له، ولو شئت لأجبتك، ولكني أدع ذاك لما تعلم، نعم والله لقد أمرت بمحاسبتك، والنظر في أمر عمالك، ثم بعث إلى عمال سعد فحبسهم وضيق عليهم، فكتبوا إلى سعد يستغيثون به، فكلمه فيهم فقال له:
أو للمعروف عندك موضع؟ قال: نعم فخلى سبيلهم. (3)