وقال: إنما بذلوا الجزية لتكون دماؤهم كدمائنا، وأموالهم كأموالنا، ويسمى هؤلاء ذمه، أي أهل ذمة، بحذف المضاف. والمعرة: المضرة قال الجيش ممنوع من أذى من يمر به من المسلمين وأهل الذمة إلا من سد جوعة المضطر منهم خاصة، لان المضطر تباح له الميتة فضلا عن غيرها.
ثم قال: فنكلوا من تناول، وروى " بمن تناول " بالباء، أي عاقبوه. و " عن " في قوله: " عن ظلمهم " يتعلق بنكلوا، لأنها في معنى " اردعوا "، لان النكال يوجب الردع.
ثم أمرهم أن يكفوا أيدي أحداثهم وسفهائهم عن منازعة الجيش ومصادمته والتعرض لمنعه عما استثناه، وهو سد الجوعة عند الاضطرار، فإن ذلك لا يجوز في الشرع، وأيضا فإنه يفضي إلى فتنة وهرج.
ثم قال: " وأنا بين أظهر الجيش "، أي أنا قريب منكم، وسائر على إثر الجيش، فارفعوا إلى مظالمكم وما عراكم منهم على وجه الغلبة والقهر، فإني مغير ذلك ومنتصف لكم منهم.