شئ من أمر الخلافة؟ قلت: نعم، قال: أيزعم ان رسول الله صلى الله عليه وآله نص عليه؟ قلت: نعم، وأزيدك سالت أبى عما يدعيه، فقال: صدق، فقال عمر: لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في امره ذرو (1) من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذرا ولقد كان يربع في امره وقتا ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا وحيطة على الاسلام لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش ابدا ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله انى علمت ما في نفسه، فامسك وأبى الله إلا امضاء ما حتم.
ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسندا.
* * * ابتنى أبو سفيان دارا بمكة فأتى أهلها عمر، فقالوا: انه قد ضيق علينا الوادي، وأسال علينا الماء، فاتاه عمر فقال: خذ هذا الحجر فضعه هناك، وارفع هذا واخفض هذا، ففعل، فقال: الحمد لله الذي أذل أبا سفيان بأبطح مكة.
* * * وقال عمر: والله لقد لان قلبي في الله حتى لهو ألين من الزبد، ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو أشد من الحجر.
* * * كان عمر إذا اتاه الخصمان برك على ركبتيه وقال: اللهم أعني عليهما. فان كلا منهما يريدني عن ديني.