شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٣
وغضب عمر على بعض عماله، فكلم امرأة من نساء عمر في أن تسترضيه له فكلمته فيه فغضب وقال: وفيم أنت من هذا يا عدوة الله؟ إنما أنت لعبة نلعب بك وتفركين (1).
* * * ومن كلامه: أشكو إلى الله جلد الخائن وعجز الثقة.
قال عمرو بن ميمون: لقد رأيت عمر بن الخطاب قبل ان يصاب بأيام واقفا على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف وهو يقول لهما: أتخافان ان تكونا حملتما الأرض ما لا تطيقه؟ فقالا: لا إنما حملناها أمرا هي له مطيقة، فأعاد عليهما القول: انظرا ان تكونا حملتما الأرض ما لا تطيقه، فقالا: لا، فقال عمر: ان عشت لأدعن أرامل العراق لا يحتجن بعدي إلى رجل ابدا فما أتت عليه رابعة حتى أصيب.
* * * كان عمر إذا استعمل عاملا كتب عليه كتابا واشهد عليه رهطا من المسلمين الا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا (2) ولا يلبس رقيقا ولا يغلق بابه دون حاجات المسلمين ثم يقول: اللهم اشهد.
* * * واستعمل عمر النعمان بن عدي بن نضلة على ميسان، فبلغه عنه الشعر الذي قاله وهو:
ومن مبلغ الحسناء ان حليلها * بميسان يسقى من زجاج وحنتم! (3) إذا شئت غنتني دهاقين قرية * وصناجة تحدو على كل منسم

(1) تفركين: تبغضين.
(2) النقي: الشحم.
(3) الحنتم: الجرة الخضراء.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281