شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٢
وخطب عمر، فقال: أيها الناس، إنما كنا نعرفكم والنبي صلى الله عليه وآله بين أظهرنا، إذ ينزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم، الا وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد انطلق، والوحي قد انقطع وإنما نعرفكم بما يبدو منكم. من أظهر خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه من أظهر شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه. سرائركم بينكم وبين ربكم الا انه قد أتى على حين وانا أحسب انه لا يقرا القرآن أحد الا يريد به وجه الله وما عند الله وقد خيل إلى باخرة، ان رجالا قد قرأوه يريدون به ما عند الناس فأريدوا الله بقرائتكم، وأريدوا الله بأعمالكم.
الا وإني لا أرسل عمالي إليكم أيها الناس ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي لأقتص له، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقتص من نفسه.
الا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتفقروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.
* * * وقال مرة: قد أعياني أهل الكوفة ان استعملت عليهم لينا استضعفوه وان استعملت عليهم شديدا شكوه! ولوددت انى وجدت رجلا قويا أمينا استعمله عليهم.
فقال له رجل: انا أدلك يا أمير المؤمنين على الرجل القوى الأمين قال: من هو؟ قال:
عبد الله بن عمر، قال: قاتلك الله! والله ما أردت الله بها، لاها الله! لا استعمله عليها ولا على غيرها وأنت فقم فأخرج، فمذ الان لا أسميك إلا المنافق. فقام الرجل وخرج.
وكتب إلى سعد بن أبي وقاص ان شاور طليحة بن خويلد وعمرو بن معديكرب فإن كل صانع اعلم بصنعته، ولا تولهما من أمر المسلمين شيئا.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281