شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٤
فان كنت ندماني فبالأكبر اسقني * ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه * تنادمنا بالجوسق المتهدم فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب * ذي الطول لا إله الا هو إليه المصير﴾ (1) اما بعد فقد بلغني قولك:
لعل أمير المؤمنين يسوءه * البيت وأيم الله انه ليسوءني فاقدم فقد عزلتك.
فلما قدم عليه قال: يا أمير المؤمنين والله ما شربتها قط، وإنما هو شعر طفح على لساني وإني لشاعر.
فقال عمر: أظن ذاك، ولكن لا تعمل لي على عمل ابدا.
* * * استعمل عمر رجلا من قريش على عمل، فبلغه عنه أنه قال:
اسقني شربة تروى عظامي * واسق بالله مثلها ابن هشام فأشخصه إليه وفطن القرشي، فضم إليه بيتا آخر، فلما مثل بين يديه قال له أنت القائل:
اسقني شربة تروى عظامي قال: نعم يا أمير المؤمنين، فهلا أبلغك الواشي ما بعده؟ قال: ما الذي بعده؟ قال:
عسلا باردا بماء غمام * إنني لا أحب شرب المدام قال آلله آلله! ثم قال: ارجع إلى عملك.

(٢٤)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، سورة غافر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281