من الآفات بمعاداة أعدائك، وتوفني مع الأبرار، ولا تحشرني في زمرة الأشقياء، اللهم لا تكثر لي من الدنيا فأطغى ولا تقلل لي فأشقى، فان ما قل وكفى خير مما كثر وإلهي.
* * * وفد على عمر قوم من أهل العراق منهم جرير بن عبد الله، فأتاهم بجفنة قد صبغت بخل وزيت وقال: خذوا فأخذوا أخذا ضعيفا فقال: ما بالكم تقرمون (١) قرم الشاة الكسيرة! أظنكم تريدون حلوا وحامضا، وحارا وباردا، ثم قذفا في البطون، لو شئت ان أدهمق (٢) لكم لفعلت، ولكنا نستبقي من دنيانا ما نجده في آخرتنا، ولو شئنا ان نأمر بصغار الضان فتسمط (٣) ولبات الخبز فيخبز ونأمر بالزبيب فينبذ لنا (٤) في الأسعان (٥) حتى إذا صار مثل عين اليعقوب (٦) أكلنا هذا وشربنا هذا لفعلت! والله انى ما أعجز عن كراكر (٧) وأسنمه وصلائق (٨)، وصناب لكن الله تعالى قال لقوم عيرهم أمرا فعلوه ﴿أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا﴾ (10). إني نظرت في هذا الامر