شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٥٢
من بر! قلت: فسعد بن أبي وقاص؟ قال صاحب سلاح ومقنب (1)، قلت:
فعثمان؟ قال أوه! ثلاثا، والله لئن وليها ليحملن بنى أبى معيط على رقاب الناس، ثم لتنهض العرب إليه.
ثم قال: يا بن عباس، إنه لا يصلح لهذا الامر إلا خصيف (2) العقدة، قليل الغرة لا تأخذه في الله لومة لائم ثم يكون شديدا من غير عنف لينا من غير ضعف سخيا من غير سرف ممسكا من غير وكف (3) قال بن عباس وكانت والله هي صفات عمر.
قال: ثم أقبل على بعد أن سكت هنيهة وقال: أجرؤهم والله إن وليها أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك! أما إن ولى أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم.
* * * وروى عبد الله بن عمر قال: كنت عند أبي يوما، وعنده نفر من الناس فجرى ذكر الشعر، فقال من أشعر العرب فقالوا: فلان وفلان فطلع عبد الله بن عباس فسلم وجلس فقال عمر قد جاءكم الخبير من أشعر الناس يا عبد الله؟ قال: زهير ابن أبي سلمى قال فأنشدني مما تستجيده له. فقال: يا أمير المؤمنين إنه مدح قوما من غطفان، يقال لهم بنو سنان فقال لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم * طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا إنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا * مرزؤون بها ليل إذا جهدوا

(1) المقنب: جماعة الخيل (2) قال المحب الطبري في الرياض النضرة 2: 60: (خصيف العقدة: مستحكمها، واستخصف الشئ: استحكم، والخصيف: الرجل المحكم العقل، وكني بذلك عمر عن الاشتداد في دين الله وقوة الايمان به.
(3) الوكف: العيب.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281