من بر! قلت: فسعد بن أبي وقاص؟ قال صاحب سلاح ومقنب (1)، قلت:
فعثمان؟ قال أوه! ثلاثا، والله لئن وليها ليحملن بنى أبى معيط على رقاب الناس، ثم لتنهض العرب إليه.
ثم قال: يا بن عباس، إنه لا يصلح لهذا الامر إلا خصيف (2) العقدة، قليل الغرة لا تأخذه في الله لومة لائم ثم يكون شديدا من غير عنف لينا من غير ضعف سخيا من غير سرف ممسكا من غير وكف (3) قال بن عباس وكانت والله هي صفات عمر.
قال: ثم أقبل على بعد أن سكت هنيهة وقال: أجرؤهم والله إن وليها أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك! أما إن ولى أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم.
* * * وروى عبد الله بن عمر قال: كنت عند أبي يوما، وعنده نفر من الناس فجرى ذكر الشعر، فقال من أشعر العرب فقالوا: فلان وفلان فطلع عبد الله بن عباس فسلم وجلس فقال عمر قد جاءكم الخبير من أشعر الناس يا عبد الله؟ قال: زهير ابن أبي سلمى قال فأنشدني مما تستجيده له. فقال: يا أمير المؤمنين إنه مدح قوما من غطفان، يقال لهم بنو سنان فقال لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم * طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا إنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا * مرزؤون بها ليل إذا جهدوا