شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٥٨
متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) (1) وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أيد الاسلام بأحد الرجلين) وبرأيه في أبى بكر كان أول من بايعه (2).
* * * وروت عائشة قالت كنت آكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيسا (3) قبل أن تنزل آية الحجاب، ومر عمر فدعاه فأكل فأصابت يده إصبعي، فقال: حس (4) لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب (5).
* * * جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبى بكر، فقالا: يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلا ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها أو نزرعها! ولعل الله أن ينفع بها بعد اليوم! فقال أبو بكر لمن حوله من الناس المسلمين:
ما ترون؟ قالوا: لا بأس فكتب لهما بها كتابا وأشهد فيه شهودا. وعمر ما كان حاضرا، فانطلقا إليه ليشهد في الكتاب، فوجداه قائما يهنأ (6) بعيرا، فقالا إن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله كتب لنا هذا الكتاب وجئناك لتشهد على ما فيه أفتقرؤه أم نقرؤه عليك؟ قال: أعلى الحال التي تريان! إن شئتما فاقرآه، وإن شئتما فانتظرا حتى أفرغ.
قالا بل نقرؤه عليك، فلما سمع ما فيه، أخذه منهما، ثم تفل فيه، فمحاه، فتذامرا وقالا مقالة سيئة.

(١) سورة الأحزاب ٥٣.
(2) الرياض النضرة 1: 202 (3) الرياض النضرة: (حيسا في قعب).
(4) قال المحب الطبري: (حس، هي بكسر السين والتشديد: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه كالجمرة والضربة ونحوهما.
(5) الرياض النضرة 1: 202 (6) يهنأ بعيره: يطلبه بالقطران علاجا له من الجرب.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281