شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٧
لا أنزعن فلانا من القضاء حتى استعمل عوضه رجلا إذا رآه الفاجر فرق.
* * * وروى عبد الله بن بريدة قال: بينا عمر يعس ذات ليلة انتهى إلى باب متجاف وامرأة تغنى نسوة هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج فقال عمر: اما ما عشت فلا.
فلما أصبح دعا نصر بن حجاج - وهو نصر بن الحجاج بن علابط البهزي السلمي - فأبصره وهو من أحسن الناس وجها، وأصبحهم وأملحهم حسنا، فامر ان يطم (1) شعره، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فقال له عمر: اذهب فاعتم فاعتم فبدت وفرته (2) فامر بحلقها فازداد حسنا، فقال له: فتنت نساء المدينة يا بن حجاج! لا تجاورني في بلدة انا مقيم بها ثم سيره إلى البصرة.
فروى الأصمعي قال: أبرد عمر بريدا إلى عتبة بن أبي سفيان بالبصرة فأقام بها أياما ثم نادى منادى عتبة: من أراد ان يكتب إلى أهله بالمدينة أو إلى أمير المؤمنين شيئا فليكتب فان بريد المسلمين خارج.
فكتب الناس، ودس نصر بن حجاج كتابا فيه:
لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصر بن حجاج، سلام عليك، اما بعد، يا أمير المؤمنين:
لعمري لئن سيرتني أو حرمتني * لما نلت من عرضي عليك حرام أئن غنت الذلفاء يوما بمنية * وبعض أماني النساء غرام

(1) طم شعره: عقصه.
(2) الوفرة: ما سأل على الاذنين من الشعر
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281