شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٨
ظننت بي الظن الذي ليس بعده * بقاء فما لي في الندى كلام وأصبحت منفيا على غير ريبة * وقد كان لي بالمكتين مقام (1) سيمنعني مما تظن تكرمي * وآباء صدق سالفون كرام ويمنعها مما تمنت صلاتها * وحال لها في دينها وصيام فهاتان حالانا فهل أنت راجع * فقد جب منى كاهل وسنام (2) فقال عمر: اما ولى ولاية فلا. وأقطعه أرضا بالبصرة ودارا.
فلما قتل عمر ركب راحلته ولحق بالمدينة.
وذكر المبرد محمد بن يزيد الثمالي قال: كان (3) عمر أصلع فلما حلق وفرة نصر ابن حجاج (4) قال نصر وكان شاعرا:
تضن ابن خطاب على بجمة * إذا رجلت تهتز هز السلاسل فصلع رأسا لم يصلعه ربه * يرف رفيفا بعد اسود جائل (5) لقد حسد الفرعان أصلع لم يكن * إذا ما مشى بالفرع بالمتخايل.
محمد بن سعيد قال: بينا يطوف عمر في بعض سكك المدينة، إذ سمع امرأة تهتف من خدرها:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج

(١) أي مكة والمدينة، مثنى على التغليب.
(٢) جب: قطع.
(٣) الكامل ٢: ١٧٦ (٤) في الكامل ٢: ١٧٦، وفيه: (وكان نصر بن حجاج السلمي ثم البهزي جميلا، نعثر عليه عمر بن الخطاب رحمة الله في أمر - الله أعلم به - فخلق رأسه، وكان عمر أصلع لم يبق من شعره إلا حفاف، كذلك قال الأصمعي، فقال نصر بن حجاج)، وأورد الأبيات..
(5) الجائل: الشعر الكثير الملتف.
(6) الفرعان: جمع أفرع، وهو الوافي الشعر. قال المبرد، قوله: (بالفرع بالمتخايل) ليس أنه جعل (بالفرع) من صلة المتخايل، فيكون قد قدم الصلة على الموصول، ولكنه جعل قوله: (بالفرع) تبيننا، فصار بمنزلة (بك) التي تقع بعد (مرحبا) للتبيين.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281