شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٤١
إذا خرجت وأما الغل الذي لا يخلع فبنت عمك السوداء القصيرة الفوهاء الدميمة التي قد نثرت لك بطنها إن طلقتها ضاع ولدك وإن أمسكتها فعلى جدع انفك، قال (1) المغيرة بل أنفك. قال: فما تقول في أميرك المغيرة بن شعبة؟ قال: أعور زان، فقال:
الهيثم بن الأسود: فض الله فاك! ويلك إنه الأمير المغيرة! قال: إنها كلمة تقال فانطلق به المغيرة إلى منزله وعنده يومئذ أربع نسوة وستون - أو سبعون - أمة وقال: ويحك!
هل يزنى الحر وعنده مثل هؤلاء! ثم قال لهن: ارمين إليه بحليكن (2) ففعلن، فخرج بملء كسائه ذهبا وفضة (3).
وإنما أوردنا هذين الخبرين ليعلم السامع أن الخبر بزناه كان شائعا مشهورا مستفيضا بين الناس ولأنهما يتضمنان أدبا وكتابنا هذا موضوع للأدب.
وإنما قلنا: إن عمر لم يخطئ في درء الحد عنه لان الامام يستحب له ذلك وإن غلب على ظنه أنه قد وجب الحد عليه روى المدائني أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام أتى برجل قد وجب عليه الحد فقال: أهاهنا شهود؟ قالوا: نعم، قال: فأتوني بهم إذا أمسيتم ولا تأتوني إلا معتمين فلما أعتموا جاءوه فقال لهم: نشدت الله رجلا ما لي عنده مثل هذا الحد إلا انصرف! قال: فما بقي منهم أحد فدرأ عنه الحد ذكر هذا الخبر أبو حيان في كتاب البصائر في الجزء السادس منه والخبر المشهور الذي كاد يكون متواترا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال (ادرءوا الحدود بالشبهات) ومن تأمل المسائل الفقهية في باب الحدود علم أنها بنيت على الاسقاط عند أدنى سبب وأضعفه ألا ترى أنه لو أقر بالزنا ثم رجع عن إقراره قبل إقامة الحد أو في وسطه قبل رجوعه وخلى سبيله!.

(1) الأغاني: (فقال) (2) الأغاني: (بحلاكن) (3) الأغاني 16: 90، 91.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281