شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٩
تركت الدين والاسلام لما * بدت لك غدوة ذات النصيف وراجعت الصبا وذكرت لهوا (1) * مع القينات في العمر اللطيف.
قال أبو الفرج: وروى المدائني أن المغيرة لما شخص إلى عمر في هذه الوقعة رأى في طريقه جارية فأعجبته فخطبها إلى أبيها فقال له: وأنت على هذه الحال! قال:
وما عليك إن أبق (2) فهو الذي تريد وإن أقتل ترثني فزوجه. وقال أبو الفرج: قال الواقدي كانت امرأة من بنى مرة تزوجها بالرقم (3) فلما قدم بها على عمر، قال: إنك لفارغ القلب طويل الشبق.
فهذه الأخبار كما تراها تدل متأملها على أن الرجل زنى بالمرأة لا محالة وكل كتب التواريخ والسير تشهد بذلك وإنما اقتصرنا نحن منها على ما في هذين الكتابين.
وقد روى المدائني أن المغيرة كان أزنى الناس في الجاهلية فلما دخل في الاسلام قيده الاسلام وبقيت عنده منه بقية ظهرت في أيام ولايته البصرة.
وروى أبو الفرج في كتاب الأغاني عن الجاحظ أبى عثمان عمرو بن بحر قال: كان المغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي يوما متوافقين بالكناسة في نفر وطلع عليهم أعرابي فقال لهم المغيرة: دعوني أحركه، قالوا: لا تفعل فان للأعراب جوابا يؤثر، قال: لا بد، قالوا: فأنت أعلم، فقال له: يا أعرابي أتعرف المغيرة ابن شعبة؟ قال: نعم أعرفه أعور زانيا فوجم ثم تجلد، فقال: أتعرف الأشعث بن قيس؟ قال: نعم ذاك رجل لا يعرى قومه، قال: وكيف ذاك؟ قال: لأنهم حاكة.
قال: فهل تعرف جرير بن عبد الله؟ قال: كيف لا أعرف رجلا لولاه ما عرفت عشيرته!
فقالوا: قبحك الله فإنك شر جليس هل تحب أن يوقر لك بعيرك هذا مالا وتموت

(1) الأغاني: (عهد).
(2) الأغاني: (أعطف).
(3) الرقم: موضع بالحجاز قريب من وادي القرى.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281