شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٤٠
أكرم العرب موتة؟ قال: فمن يبلغه إذن أهلي؟ فانصرفوا عنه فتركوه (1) قال أبو الفرج: وروى علي بن سليمان الأخفش، قال: خرج المغيرة بن شعبة وهو يومئذ على الكوفة ومعه الهيثم بن التيهان النخعي غب مطر يسير في ظهر الكوفة والنجف فلقى ابن لسان الحمرة أحد بنى تيم الله بن ثعلبه، وهو لا يعرف المغيرة ولا يعرفه المغيرة، فقال له: من أين أقبلت يا أعرابي، قال: من السماوة قال: كيف تركت الأرض خلفك؟ قال: عريضة أريضة (2)، قال: فكيف كان المطر؟ قال: عفى الأثر وملأ الحفر، قال: فمن أنت؟ قال: من بكر بن وائل، قال: كيف علمك بهم؟ قال:
إن جهلتهم لم أعرف غيرهم، قال: فما تقول في بنى شيبان؟ قال: سادتنا وسادة غيرنا قال فما تقول في بنى ذهل؟ قال: سادة نوكى، قال: فقيس بن ثعلبة؟ قال: إن جاورتهم سرقوك وإن ائتمنتهم خانوك، قال: فبنو تيم الله بن ثعلبه؟ قال: رعاء النقد (3) وعراقيب الكلاب، قال: فبنى يشكر؟ قال: صريح تحسبه مولى.
قال هشام بن الكلبي: لان في ألوانهم حمرة، قال: فعجل؟ قال: أحلاس (4) الخيل، قال: فعبد (5) القيس؟ قال: يطعمون الطعام ويضربون الهام، قال: فعنزة؟
قال: لا تلتقي بهم الشفتان لؤما، قال: فضبيعة أضجم؟ قال: جدعا وعقرا (6)! قال:
فأخبرني عن النساء، قال: النساء أربع: ربيع مربع وجميع مجمع وشيطان سمعمع وغل لا يخلع، قال: فسر، قال: أما الربيع المربع، فالتي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أقسمت عليها برتك، وأما التي هي جميع مجمع، فالمرأة تتزوجها ولها نسب فيجتمع نسبها إلى نسبك وأما الشيطان السمعمع فالكالحة في وجهك إذا دخلت المولولة في أثرك

(1) الأغاني 16: 89.
(2) الأريضة: المعشبة.
(3) النقد: صغار الغنم، وفي الأغاني: (البقر).
(4) أحلاس الخيل: شجعان فرسان ملازمون لركوب الخيل.
(5) الأغاني: (فحنفية).
(6) دعا عليهم بالجدع والعقر، يريد أصابهم الاستئصال.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281