شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٣
رعيته أن يتعاهدهم بالذي لله تعالى عليهم في وظائف دينهم الذي هداهم به وإنما علينا أن نأمركم بالذي امركم الله به من طاعته وننهاكم عما نهاكم الله عنه من معصيته وأن نقيم أمر الله في قريب الناس وبعيدهم ولا نبالي على من قال الحق ليتعلم الجاهل ويتعظ المفرط و يقتدى المقتدى وقد علمت أن أقواما يتمنون في أنفسهم ويقولون نحن نصلى مع المصلين ونجاهد مع المجاهدين الا إن الايمان ليس بالتمني ولكنه بالحقائق الا من قام على الفرائض وسدد نيته واتقى الله فذلكم الناجي ومن زاد اجتهادا وجد عند الله مزيدا.
وإنما المجاهدون الذين جاهدوا أهواءهم والجهاد اجتناب المحارم الا إن الامر جد وقد يقاتل أقوام لا يريدون الا الذكر وقد يقاتل أقوام لا يريدون الا الاجر وإن الله يرضى منكم باليسير وأثابكم على اليسير الكثير.
الوظائف الوظائف أدوها تؤدكم إلى الجنة والسنة السنة الزموها تنجكم من البدعة.
تعلموا ولا تعجزوا فان من عجز تكلف وإن شرار الأمور محدثاتها وإن الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في الضلالة فافهموا ما توعظون به فان الحريب من حرب (1) دينه وإن السعيد من وعظ بغيره.
وقال وعليكم بالسمع والطاعة فان الله قضى لهما بالعزة وإياكم والتفرق والمعصية فان الله قضى لهما بالذلة.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.
بعث سعد بن أبي وقاص أيام القادسية إلى عمر قباء كسرى وسيفه ومنطقته

(1) حرب دينه: أي سلب.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281