رأيته جالسا بين رجلي امرأة ورأيت قدمين مرفوعتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزا شديدا (١)، قال عمر: فهل رأيته فيها كالميل في المكحلة؟ قال: لا ، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها فأمر عمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ ﴿فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون﴾ (2) فقال المغيرة: الحمد لله الذي أخزاكم فصاح! به عمر: اسكت أسكت الله نأمتك! أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك فهذا ما ذكره الطبري.
وأما أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني فإنه ذكر في كتاب الأغاني (3) أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري حدثه عن عمر بن شبة عن علي بن محمد عن قتادة، قال:
كان المغيرة بن شعبة - وهو أمير البصرة - يختلف سرا إلى امرأة من ثقيف يقال لها الرقطاء فلقيه أبو بكرة يوما، فقال له: أين تريد؟ قال: أزور آل فلان فأخذ بتلابيبه، وقال: إن الأمير يزار ولا يزور.
قال أبو الفرج: وحدثني بحديثه جماعة - ذكر أسماءهم بأسانيد مختلفة لا نرى الإطالة بذكرها - إن المغيرة كان يخرج من دار الامارة وسط النهار فكان أبو بكرة يلقاه فيقول له: أين يذهب الأمير؟ فيقول له: إلى حاجة، فيقول: حاجة ماذا؟ إن الأمير يزار ولا يزور!.
قالوا: وكانت المرأة التي يأتيها جارة لأبي بكرة، فقال: فبينا أبو بكرة في غرفة له مع أخويه نافع وزياد ورجل آخر يقال له شبل بن معبد - وكانت غرفة جارته تلك محاذية غرفة أبى بكرة - فضربت الريح باب غرفة المرأة ففتحته فنظر القوم فإذا هم بالمغيرة ينكحها، فقال: أبو بكرة هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا فنظروا حتى أثبتوا (4)