شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٤
رأيته جالسا بين رجلي امرأة ورأيت قدمين مرفوعتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزا شديدا (١)، قال عمر: فهل رأيته فيها كالميل في المكحلة؟ قال: لا ، قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا ولكن أشبهها فأمر عمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ ﴿فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون﴾ (2) فقال المغيرة: الحمد لله الذي أخزاكم فصاح! به عمر: اسكت أسكت الله نأمتك! أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك فهذا ما ذكره الطبري.
وأما أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني فإنه ذكر في كتاب الأغاني (3) أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري حدثه عن عمر بن شبة عن علي بن محمد عن قتادة، قال:
كان المغيرة بن شعبة - وهو أمير البصرة - يختلف سرا إلى امرأة من ثقيف يقال لها الرقطاء فلقيه أبو بكرة يوما، فقال له: أين تريد؟ قال: أزور آل فلان فأخذ بتلابيبه، وقال: إن الأمير يزار ولا يزور.
قال أبو الفرج: وحدثني بحديثه جماعة - ذكر أسماءهم بأسانيد مختلفة لا نرى الإطالة بذكرها - إن المغيرة كان يخرج من دار الامارة وسط النهار فكان أبو بكرة يلقاه فيقول له: أين يذهب الأمير؟ فيقول له: إلى حاجة، فيقول: حاجة ماذا؟ إن الأمير يزار ولا يزور!.
قالوا: وكانت المرأة التي يأتيها جارة لأبي بكرة، فقال: فبينا أبو بكرة في غرفة له مع أخويه نافع وزياد ورجل آخر يقال له شبل بن معبد - وكانت غرفة جارته تلك محاذية غرفة أبى بكرة - فضربت الريح باب غرفة المرأة ففتحته فنظر القوم فإذا هم بالمغيرة ينكحها، فقال: أبو بكرة هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا فنظروا حتى أثبتوا (4)

(١) الطبري: (حفزانا).
(٢) سورة النور ١٣.
(3) الأغاني 16: 77 - 100 (طبع دار الكتب).
(4) أثبتوا: تيقنوا.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281