شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٢
أن يبعث إليه المغيرة فلما دخل أبو موسى البصرة وقعد في الامارة أهدى إليه المغيرة عقيلة وقال: إنني قد رضيتها لك، فبعث أبو موسى بالمغيرة إلى عمر.
قال الطبري: وروى الواقدي قال: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عمرو ابن حزم الأنصاري عن أبيه عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: قدم المغيرة على عمر، فتزوج في طريقه امرأة من بنى مرة فقال له عمر: إنك لفارغ القلب شديد الشبق طويل الغرمول ثم سأل عن المرأة فقيل (1) له - يقال لها الرقطاء: كان زوجها من ثقيف وهي من بنى هلال.
قال الطبري: وكتب إلى السرى عن شعيب عن سيف أن المغيرة كان يبغض أبا بكرة وكان أبو بكرة يبغضه ويناغي (2) كل واحد منهما صاحبه وينافره عند كل ما يكون منه وكانا متجاورين بالبصرة بينهما طريق وهما في مشربتين متقابلتين فهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة الأخرى فاجتمع إلى أبى بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه (3) فبصر بالمغيرة وقد فتحت الريح باب الكوة التي في مشربته وهو بين رجلي امرأة، فقال للنفر:
قوموا فانظروا فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا قالوا: ومن هذه، قال: أم جميل إحدى نساء بنى عامر بن صعصعة، فقالوا: إنما رأينا أعجازا ولا ندري الوجوه! فلما قامت صمموا وخرج المغيرة إلى الصلاة فحال أبو بكرة بينه وبين الصلاة، وقال: لا تصل بنا وكتبوا إلى عمر بذلك، وكتب المغيرة إليه أيضا فأرسل عمر إلى أبى موسى، فقال:
يا أبا موسى إني مستعملك وإني باعثك إلى الأرض التي قد باض بها الشيطان وفرخ فالزم ما تعرف ولا تستبدل فيستبدل الله بك، فقال: يا أمير المؤمنين أعني بعدة من

(1) الطبري: (فقال).
(2) كذا في الطبري، ويناغيه: يباريه. وفي الأصول: (يباغيه).
(3) أصفق الباب: رده.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281