شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٥٤
وفى حديث عمر (القسامة (1) توجب العقل ولا تشيط الدم (2).
قال ابن قتيبة العقل الدية يقول إذا حلفت فإنما تجب الدية لا القود وقد روى عن ابن الزبير وعمر بن عبد العزيز أنهما أقادا بالقسامة.
* * * وفى حديثه (لا تفطروا حتى تروا الليل يغسق على الظراب) (3).
قال يغسق أي يظلم.
والظراب جمع ظرب وهو ما كان دون الجبل وإنما خص الظراب بالذكر لقصرها أراد أن ظلمة الليل تقرب من الأرض.
* * * وفي حديثه أن رجلا كسر منه عظم فأتى عمر يطلب القود فأبى أن يقتص له فقال الرجل فكاسر عظمي إذن كالأرقم إن يقتل ينقم وإن يترك يلقم فقال عمر (هو كالأرقم) (4).
قال: كانت الجاهلية تزعم أن الجن يتصور بعضهم في صورة الحيات وأن من قتل حية منها طلبت الحية بالثأر فربما مات أو أصابه خبل فهذا معنى قوله (إن يقتل ينقم) ومعنى (يلقم) يقول إن تركته أكلك وهذا مثل يضرب للرجل يجتمع عليه أمران من الشر لا يدرى كيف يصنع فيهما ونحوه قولهم هو كالأشقر إن تقدم عقر وإن تأخر نحر.

(١) ان الفائق: (القسامة مخرجة على بناء الغرامة والحمالة لما يلزم أهل المحلة إذا وجد قتيل فيها لا يعلم قاتله من الحكومة بأن يقسم خمسون رجلا منهم، ليس فيهم صبي ولا مجنون ولا امرأة ولا عبد، يتخيرهم الوالي وقسمهم أن يقولوا: بالله ما قتلنا ولا علمنا له قاتلا، فإذا أقسموا قضى على أهل المحلة بالدية، وإن لم يكملوا خمسين كررت عليهم الايمان حتى تبلغ خمسين يمينا).
(٢) الفائق ٢: ٣٤٥ (٣) الفائق ٢: ٢٢٦.
(٤) النهاية 4: 64، 173.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281