على الفطام فيأبى قال ولم قالت لان عمر لا يفرض لرضيع وإنما يفرض للفطيم قال وكم له قالت اثنا عشر شهرا قال ويحك لا تعجليه فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبه البكاء عليه فلما سلم قال يا بؤسا لعمركم كم قتل من أولاد المسلمين فطلب مناديا فنادى الا لا تعجلوا صبيانكم عن الرضاع ولا تفطموا قبل أوان الفطام فانا نفرض لكل مولود في الاسلام.
وكتب بذلك إلى سائر الآفاق (١).
* * * مر عمر بشاب من الأنصار وهو ظمآن فاستسقاه فخاض له عسلا فرده ولم يشرب وقال إني سمعت الله سبحانه يقول ﴿أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها﴾ (2) فقال الفتى انها والله ليست لك فاقرأ يا أمير المؤمنين ما قبلها (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) أفنحن منهم فشرب وقال كل الناس أفقه من عمر.
* * * وأوصى عمر حين طعنه أبو لؤلؤة من يستخلفه المسلمون بعده من أهل الشورى فقال أوصيك بتقوى الله لا شريك له وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيرا أن تعرف لهم سابقتهم وأوصيك بالأنصار خيرا اقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم وأوصيك باهل الأمصار خيرا فإنهم ردء العدو وجباه الفئ لا تحمل فيئهم إلى غيرهم الا عن فضل منهم وأوصيك باهل البادية خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام أن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم وأوصيك باهل الذمة خيرا أن تقاتل