وسراويله وتاجه وقميصه وخفيه فنظر عمر في وجوه القوم عنده فكان أجسمهم وأمدهم قامه سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي فقال يا سراق قم فالبس قال سراقة طمعت فيه فقمت فلبست فقال ادبر فأدبرت وقال اقبل فأقبلت فقال بخ بخ اعرابي من بنى مدلج عليه قباء كسرى وسراويله وسيفه ومنطقته وتاجه وخفاه رب يوم يا سراق لو كان فيه دون هذا من متاع كسرى وآل كسرى لكان شرفا لك ولقومك انزع فنزعت فقال اللهم انك منعت هذا نبيك ورسولك وكان أحب إليك منى وأكرم ومنعته أبا بكر وكان أحب إليك منى وأكرم ثم أعطيتنيه فأعوذ بك أن تكون أعطيتنيه لتمكر بي ثم بكى حتى رحمه من كان عنده.
وقال لعبد الرحمن بن عوف أقسمت عليك لما بعته ثم قسمته قبل أن تمسي فما أدركه المساء الا وقد بيع وقسم ثمنه على المسلمين.
* * * جئ بتاج كسرى إلى عمر فاستعظم الناس قيمته للجواهر التي كانت عليه فقال إن قوما أدوا هذا لأمناء فقال علي عليه السلام انك عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا (1).
* * * كان عمر يعس ليلا فنزلت رفقه من التجار بالمصلى فقال لعبد الرحمن بن عوف هل لك أن تحرسهم الليلة من السرق فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما فسمع عمر بكاء صبي فأصغى نحوه فطال بكاؤه فتوجه إليه فقال لامه اتقى الله واحسني إلى صبيك ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها مثل ذلك ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فأتى أمه فقال ويحك انى لأراك أم سوء لا أرى ابنك يقر منذ الليلة فقالت يا عبد الله لقد آذيتني منذ الليلة انى أريغه