شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٥٨
القلب السوار، يقول: نعم الحي هؤلاء إذا ريع الناس وخافوا، حتى إن المرأة لشدة خوفها تلبس الخلخال مكان السوار، فاختصر الكلام اختصارا شديدا.
ومنه قول الأفوه الأودي:
إن بنى أود هم ما هم * للحرب أو للجدب عام الشموس (1) أشار إلى الجدب وقلة السحب والمطر، أي الأيام التي كلها أيام شمس وصحو، لا غيم فيها ولا مطر.
فقد ذكرنا من الكنايات والتعريضات وما يدخل في ذلك، ويجرى مجراه من باب الايماء والرمز قطعة صالحة، وسنذكر شيئا آخر من ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى، إذا مررنا في شرح كلامه عليه السلام بما يقتضيه ويستدعيه.

(1) ديوانه 16 (ضمن مجموعة الطرائف الأدبية).
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175