هيهات مارس فليقا متيقظا * قلقا إذا سكن البليد رشيقا مستسلفا جعل الغبوق صبوحه * ومري صبوح غد فكان غبوقا وهذه القصيدة من ناصح شعر البحتري ومختاره.
[ذكر جماعة ممن كان يرى رأى الخوارج] وقد خرج بعد هذين جماعة من الخوارج بأعمال كرمان وجماعة أخرى من أهل عمان لا نباهة لهم، وقد ذكرهم أبو إسحق الصابي في الكتاب،، التاجي،، (1) وكلهم بمعزل عن طرائق سلفهم وإنما وكدهم وقصدهم إخافة السبيل والفساد في الأرض، واكتساب الأموال من غير حلها، ولا حاجة لنا إلى الإطالة بذكرهم. ومن المشهورين برأي الخوارج الذين تم بهم صدق قول أمير المؤمنين عليه السلام: إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء، عكرمة مولى ابن عباس، ومالك بن أنس الأصبحي الفقيه، يروى عنه أنه كان يذكر عليا عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير، فيقول: والله ما اقتتلوا إلا على الثريد الأعفر.
ومنهم المنذر بن الجارود العبدي، ومنهم يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج.
وروى أن الحجاج أتى بامرأة من الخوارج وبحضرته مولاه يزيد بن أبي مسلم، وكان يستسر برأي الخوارج، فكلم الحجاج المرأة فأعرضت عنه، فقال لها يزيد الأمير ويلك يكلمك! فقالت: بل الويل لك أيها الفاسق الردئ! والردئ عند الخوارج هو الذي يعلم الحق من قولهم ويكتمه. ومنهم صالح بن عبد الرحمن صاحب ديوان العراق.
وممن ينسب إلى هذا الرأي من السلف جابر بن زيد وعمرو بن دينار ومجاهد.
وممن ينسب إليه بعد هذه الطبقة، أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، يقال إنه كان يرى رأى الصفرية.