شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٥٧
وقال شيخنا أبو القاسم وأبو الحسين وأصحابهما: إن معنى كونه تعالى مدركا، هو أنه عالم بالمدركات، ولا صفة له زائدة على صفته بكونه عالما، وهذا البحث مشروع في كتبي الكلامية لتقرير الطريقين و،، شرح الغرر،، وغيرهما.
والقول في شرح قوله: (وكل بصير غيره يعمى عن خفى الألوان، ولطيف الأجسام)، كالقول فيما تقدم في إدراك السمع.
وأما قوله: (وكل ظاهر غيره غير باطن، وكل باطن غيره غير ظاهر) فحق، لان كل ظاهر غيره على التفسير الأول فليس بباطن كالشمس والقمر وغيرهما من الألوان الظاهرة، فإنها ليست إنما تدرك بالقوة العقلية، بل بالحواس الظاهرة، وأما هو سبحانه فإنه أظهر وجودا من الشمس، لكن ذلك الظهور لم يمكن إدراكه بالقوى الحاسة الظاهرة، بل بأمر آخر، إما خفى في باطن هذا الجسد، أو مفارق ليس في الجسد ولا في جهة أخرى غير جهة الجسد.
وأما على التفسير الثاني، فلان كل ملك ظاهر على رعيته أو على خصومه وقاهر لهم، ليس بعالم ببواطنهم، وليس مطلعا على سرائرهم، والباري تعالى بخلاف ذلك، وإذا فهمت شرح القضايا الأولى، فهمت شرح الثانية، وهي قوله: (وكل باطن غيره غير ظاهر).
[اختلاف الأقوال في خلق العالم] فأما قوله: (لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطانه) إلى قوله: (عباد داخرون)، فاعلم أن
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175