وقيل لبعضهم: متى يخاف من شر بنى فلان؟ فقال: إذا ألبنوا.
ومن الكنايات الداخلة في باب الايماء قول الشاعر:
فتى لا يرى قد القميص بخصره * ولكنما يوهي القميص عواتقه (1).
لما كان سلامة القميص من الخرق في موضع الخصر، تابعا لدقة الخصر، ووهنه في الكاهل تابعا لعظم الكاهل، ذكر ما دل بهما على دقه خصر هذا الممدوح وعظم كاهله ومنه قول مسلم بن الوليد:
فرعاء في فرعها ليل على قمر * على قضيب على حقف النقا الدعس (2) كأن قلبي وشاحاها إذا خطرت * وقلبها قلبها في الصمت والخرس تجرى محبتها في قلب عاشقها * مجرى السلامة في أعضاء منتكس فلما كان قلق الوشاح تابعا لدقة الخصر ذكره دالا به عليه.
ومن هذا الباب قول القائل:
إذا غرد المكاء في غير روضة * فويل لأهل الشاء والحمرات (3).
أومأ بذلك إلى الجدب، لان المكاء يألف الرياض، فإذا أجدبت الأرض سقط في عير روضة، وغرد، فالويل حينئذ لأهل الشاء والحمر.
ومنه قول القائل:
لعمري لنعم الحي حي بنى كعب * إذا جعل الخلخال في موضع القلب