شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٠٦
أصيب بدولاب ولم تك موطنا * له أرض دولاب وأرض حميم (1) فلو شهدتنا يوم ذاك خيلنا * تبيح من الكفار كل حريم رأت فتية باعوا الاله نفوسهم * بجنات عدن عنده ونعيم [عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف] ومن رؤساء الخوارج وكبارهم عبد الله بن يحيى الكندي الملقب طالب الحق، وصاحبه المختار بن عوف الأزدي صاحب وقعة قديد (2)، ونحن نذكر ما ذكره أبو الفرج الأصفهاني من قصتهما في كتاب،، الأغاني،، (3) مختصرا محذوفا عنه ما لا حاجة بنا في هذا الموضع إليه.
قال أبو الفرج: كان عبد الله بن يحيى من حضرموت، وكان مجتهدا عابدا، وكان يقول قبل أن يخرج: لقيني رجل فأطال النظر إلى وقال: ممن أنت؟ قلت: من كندة، فقال: من أيهم؟ فقلت: من بنى شيطان، فقال: والله لتملكن وتبلغن وادي (4) القرى، وذلك بعد أن تذهب إحدى عينيك، وقد ذهبت، وأنا أتخوف ما قال، وأستخير الله.
فرأى باليمن جورا ظاهرا، وعسفا شديدا، وسيرة في الناس قبيحة، فقال لأصحابه:
إنه لا يحل لنا المقام على ما نرى، ولا ولا الصبر عليه، وكتب إلى جماعة من الأباضية بالبصرة وغيرها، يشاورهم في الخروج، فكتبوا إليه: إن استطعت ألا تقيم يوما واحدا فافعل،

(1) كذا في الأصول، وفى الكامل والأغاني وياقوت: (دير حميم)، وهو موضع بالأهواز.
(2) قديد: موضع قرب مكة.
(3) الأغاني 20: 97 وما بعدها، ملخصا متصرفا.
(4) وادي القرى: بين المدينة والشام.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست