شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٠٢
العلاء، فتهانف (1) به عبيد الله (2) وقال: صحفت ولؤمت، إنما هو (في سرب العلاء)، ولوددت أنه كان ممن شرب (3) النبيذ، فلما أقيم عروة بين يديه، قال: لم جهزت (4) أخاك على؟ يعنى أبا بلال، فقال: والله لقد كنت به ضنينا، وكان لي عزا، ولقد أردت له ما أريد لنفسي، فعزم عزما فمضى عليه، وما أحب لنفسي إلا المقام وترك الخروج، فقال له: أفأنت على رأيه؟
قال: كلنا نعبد ربا واحدا، قال: أما والله لأمثلن بك، قال: اختر لنفسك من القصاص ما شئت، فأمر به فقطعوا يديه ورجليه، ثم قال له: كيف ترى؟ قال أفسدت على دنياي، وأفسدت عليك آخرتك، فأمر به فصلب على باب داره (5).
[أبو الوازع الراسبي] قال أبو العباس: وكان أبو الوازع الراسبي من مجتهدي الخوارج ونساكها، وكان يذم نفسه ويلومها على القعود، وكان شاعرا، وكان يفعل ذلك بأصحابه، فأتى نافع بن الأزرق وهو في جماعة من أصحابه، يصف لهم جور السلطان وفساد العامة، وكان نافع ذا لسان عضب واحتجاج وصبر على المنازعة، فأتاه أبو الوازع، فقال له: يا نافع، إنك

(1) قال المبرد: فتهانف، حقيقته تضاحك به هزء وسخرية، قال عمر بن ربيعة:
فتهانفن وقد قلن لها * حسن في كل عين من تود (2) في الكامل بعدها: (وكان كثر المحاورة، عاشقا للكلام الجيد، مستحسنا للصواب منه، لا يزال يبحث عن عذره، فإذا سمع الكلمة الجيدة عرج عليها. ويروى أنه قال في عقب مقتل الحسين بن علي عليه السلام لزينب بنت على رحمها الله، وكانت أسن من حمل إليه منهن، وقد كلمته فأصحت وأبلغت، وأخذت من الحجة حاجتها، فقال لها: إن تكوني بلغت من الحجة حاجتك فقد كان أبوك خطيبا شاعرا، فقالت:
ما للنساء والشعر، وكان هذا ألكن برتضح لغة فارسية، وقال لرجل مرة واتهمه برأي الخوارج:
أهروري منذ اليوم).
(3) الكامل: (ممن يشرب النبيذ) (4) العبارة في الكامل: (فلما أقيم عروة بين أدية بين يديه، حاوره، وقد اختلف الناس في خبره، وأصحه عندنا أنه قال له: جهزت أخاك على).
(5) الكامل 592 - 593
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175