شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٤٧
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه * ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت رأى خلتي من حيث يخفى مكانها * فكانت قذى عينيه حتى تجلت.
ويقولون فيه: شالت نعامته، قال:
يا ليت أمي قد شالت نعامتها * أيما إلى جنة أيما إلى نار (1) ليست بشبعى ولو أوردتها هجرا * ولا بريا ولو حلت بذي قار أي لا يشبعها كثرة التمر ولو نزلت هجر - وهجر كثيرة النخل - ولا تروى ولو نزلت ذا قار، وهو موضع كثير الماء.
قال ابن دريد: والنعامة خط باطن القدم في هذه الكناية.
ويقال أيضا للقوم قد تفرقوا بجلاء عن منازلهم: شالت نعامتهم، وذلك لان النعامة خفيفة الطيران عن وجه الأرض، كأنهم خفوا عن منزلهم.
وقال ابن السكيت: يقال لمن يغضب ثم يسكن: شالت نعامته ثم وقعت.
وقالوا أيضا في الكناية عن الموت: مضى لسبيله، واستأثر الله به، ونقله إلى جواره، ودعى فأجاب، وقضى نحبة والنحب: النذر، كأنهم رأوا أن الموت لما كان حتما في الأعناق كان نذرا.
وقالوا في الدعاء عليه: اقتضاه الله بذنبه. إشارة إلى هذا، وقالوا: ضحا ظله، ومعناه صار ظله شمسا، وإذا صار الظل شمسا فقد عدم صاحبه.
ويقولون أيضا خلى فلان مكانه، وأنشد ثعلب للعتبى في السرى بن عبد الله:
كأن الذي يأتي السرى لحاجة * أباح إليه بالذي جاء يطلب (2) إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه * فقد حلقت بالجود عنقاء مغرب.

(١) كنايات الجرجاني ٥٠، والبيت الأول من شواهد المغني ١: ٥٣ (المطبعة الشرقية 1328)، وفى حاشية الأمير: (هو لرجل من عبد القيس، يقال له سعد، كان عاقا لامه، وكانت بارة به).
(2) كنايات الجرجاني 50
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175