شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٥
وقول رسول الله صلى الله عليه وآله للحادي: (يا أنجشة رفقا بالقوارير) (1) يعنى النساء.
[الكناية والرموز والتعريض مع ذكر مثل منها] والكناية إبدال لفظة يستحى من ذكرها، أو يستهجن ذكرها أو يتطير بها أو يقتضى الحال رفضها لأمر من الأمور بلفظة ليس فيها ذلك المانع، ومن هذا الباب قول امرئ القيس:
سموت إليها بعد أن نام أهلها * سمو حباب الماء حالا على حال (2) فقالت لك الويلات إنك فاضحي * ألست ترى السمار والناس أحوالي (3) فلما تنازعنا الحديث وأسمحت * هصرت بغصن ذي شماريخ ميال (4) فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا * ورضت فذلت صعبة أي إذلال (5).
قوله: (فصرنا إلى الحسنى) كناية عن الرفث ومقدمات الجماع.
وقال ابن قتيبة: تمازح (6) معاوية والأحنف، فما رئي مازحان أوقر منهما، قال

(١) أنجشة الأسود الحادي، كان حبشيا يكنى أبا مارية، وكان حسن الصوت بالحداء... وعن أنس قال: كان أنجشة يحدو بالنساء، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال، فإذا اعتقب الإبل قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير).
(٢) ديوانه ٣١، ٣٢ مع اختلاف في الرواية وترتيب الأبيات. وحباب المال: طرائقه. وقوله: (حالا بعد حال)، أي شيئا بعد شئ.
(٣) الديوان: (فقالت: سباك الله).
(٤) تنازعنا الحديث، أي حدثتها وحدثتني، وأصله من النزع بالدلو، وهو جذبها. وأسمحت، انقادت وسهلت بعد صعوبتها وامتناعها، وهصرت، أي جدبت، وشبه شعرها بشماريخ النخل لتداخله وغزارته.
(٥) رق كلامنا، أي صرنا إلى الصبا والغزل فلم نرفع أصواتنا لئلا يشعر بنا. ورضت فذلت، أي لينتها.
بالكلام يراض البعير بالسير.
(٦) الخبر في عيون الأخبار ٢: ٢٠٣، وروى بيتين، والثالث في اللسان (١٦: ٢٠)، ونسب الأبيات إلى يزيد بن عمرو بن الصعق، وهي أيضا في الكامل ١: ٩٨ (طبعة أوروبا)، ونسبها لأبي مهوش الفقعي، ونقل عن دعبل أنها لأبي المهوس الأسدي.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175