وقال أبو تمام في الشيب (1):
شعلة في المفارق استودعتني * في صميم الأحشاء ثكلا صميما (2) تستثير الهموم ما اكتن منها * صعدا وهي تستثير الهموما دقة في الحياة تدعى جلالا * مثلما سمى اللديغ سليما غرة بهمة ألا إنما كنت أغرا أيام كنت بهيما حلمتني زعمتم وأراني * قبل هذا التحليم كنت حليما ومن هذا قولهم للأعور: ممتع، كأنهم أرادوا أنه قد متع ببقاء إحدى عينيه، ولم يرم ضوءهما معا (3).
ومن كناياتهم على العكس، قولهم للأسود: يا أبا البيضاء، وللأسود أيضا: يا كافور، وللأبيض يا أبا الجون، وللأقرع: يا أبا الجعد.
وسموا الغراب أعور لحدة بصره، قال ابن ميادة:
ألا طرقتنا أم عمرو ودونها * فياف من البيداء يعشي غرابها