شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٣٣
وقوله تعالى: ﴿فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون﴾ (١).
وقوله سبحانه: ﴿توفته رسلنا وهم لا يفرطون﴾ (2)، وفى القرآن العزيز كثير من ذلك.
[اختلاف الناس في الآجال] واختلف الناس في الآجال، فقالت الفلاسفة والأطباء: لا أجل مضروب لأحد من الحيوان كله من البشر ولا من غيرهم. والموت عندهم على ضربين: قسري وطبيعي:
فالقسري الموت بعارض، إما من خارج الجسد كالمتردي والغريق والمقتول، ونحو ذلك، أو من داخل الجسد كما يعرض من الأمراض القاتلة، مثل السل والاستسقاء والسرسام، ونحو ذلك.
والموت الطبيعي ما يكون بوقوف القوة الغاذية التي تورد على البدن عوض ما يتحلل منه، وهذه القوة المستخدمة للقوى الأربع: الجاذبة، والدافعة، والماسكة، والهاضمة، والبدن لا يزال في التحلل دائما من الحركات الخارجية، ومن الأفكار والهموم وملاقاة الشمس والريح، والعوارض الطارئة، ومن الجوع والعطش. والقوة الغاذية تورد على البدن عوض الاجزاء المتحللة، فتصرفها في الغذاء المتناول، واستخدام القوى الأربع المذكورة.
ومنتهى بقاء هذه القوة في الأعم الأغلب للانسان مائة وعشرون سنة، وقد رأيت في كتب بعض الحكماء أنها تبقى مائة وستين سنة، ولا يصدق هؤلاء بما يروى من بقاء المعمرين، فأما أهل الملل فيصدقون بذلك.

(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175