شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٥٤
والند: المثل والنظير. والمثاور: المواثب. والشريك: المكاثر المفتخر بالكثرة.
والضد المنافر: المحاكم في الحسب، نافرت زيدا فنفرته، أي غلبته. ومربوبون: مملوكون وداخرون: ذليلون خاضعون.
ولم ينأ لم يبعد ولم يؤده: لم يتعبه. وذرأ: خلق. وولجت عليه الشبهة، بفتح اللام، أي دخلت. والمرهوب: المخوف.
فأما قوله: (الذي لم يسبق له حال حالا، فيكون أولا قبل أن يكون آخرا)، فيمكن تفسيره على وجهين:
أحدهما: أن معنى كونه أولا أنه لم يزل موجودا، ولا شئ من الأشياء بموجود (1) أصلا، ومعنى كونه آخرا أنه باق لا يزال، وكل شئ من الأشياء يعدم عدما محضا حسب عدمه فيما مضى، وذاته سبحانه ذات يجب لها اجتماع استحقاق هذين الاعتبارين معا في كل حال، فلا حال قط إلا ويصدق على ذاته أنه (2) يجب كونها مستحقة للأولية والآخرية بالاعتبار المذكور استحقاقا ذاتيا ضروريا، وذلك الاستحقاق ليس على وجه وصف الترتيب، بل مع خلاف غيره من الموجودات الجسمانية، فإن غيره مما يبقى زمانين فصاعدا إذا نسبناه إلى ما يبقى دون زمان بقائه لم يكن استحقاقه الأولية والآخرية بالنسبة إليه على هذا الوصف، بل إما يكون استحقاقا بالكلية، بأن يكون استحقاقا قريبا، فيكون إنما يصدق عليه أحدهما، لان الآخر لم يصدق عليه، أو يكونا معا يصدقان عليه مجتمعين غير مرتبين، لكن ليس ذلك لذات الموصوف بالأولية والآخرية، بل إنما ذلك الاستحقاق لأمر خارج عن ذاته.
الوجه الثاني: أن يريد بهذا الكلام أنه تعالى لا يجوز أن يكون موردا للصفات المتعاقبة، على ما يذهب إليه قوم من أهل التوحيد، قالوا: لأنه واجب لذاته، والواجب لذاته

(1) ا، ب: (موجود).
(2) ساقطة من ب.
(١٥٤)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175