قلت إن أراد بقوله أن الأرض كروية اتفاقا أن جميع أئمة الدين من السلف والخلف متفقون على كروية الأرض وقائلون بها فهذا باطل بلا مرية وإن أراد به اتفاق أهل الفلسفة وأهل الهيئة فهذا مما لا يلتفت إليه ثم ما فرع على كروية الأرض ففيه أنظار وخدشات فتفكر قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي باب ما جاء في تأخير صلاة العصر قوله (وأنتم أشد تعجيلا للعصر منه) قال الطيبي ولعل هذا الإنكار عليهم بالمخالفة انتهى قال القاري إن الخطاب لغير الأصحاب قال وفي الجملة يدل الحديث على استحباب تأخير العصر كما هو مذهبنا انتهى قلت ليس فيه دلالة على استحباب تأخير العصر نعم فيه أن الذين خاطبتهم أم سلمة كانوا أشد تعجيلا للعصر منه صلى الله عليه وسلم وهذا لا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يؤخر العصر حتى يستدل به على استحباب تأخير العصر وقال الفاضل اللكنوي في التعليق الممجد هذا الحديث إنما يدل على أن التعجيل في الظهر أشد من التعجيل في العصر لا على استحباب التأخير انتهى وقد تقدم كلامه هذا فيما تقدم وقال صاحب العرف الشذي ما لفظه حديث الباب ظاهره مبهم والتأخير ههنا إضافي وإطلاق الألفاظ الإضافية ليست بفاصلة انتهى ثم قال بعد هذا الاعتراف نعم يخرج شئ لنا انتهى قلت لا يخرج لكم شئ من هذا الحديث أيها الأحناف كيف وظاهره مبهم والتأخير فيه إضافي وأطلق فيه اللفظ الإضافي وهو ليس بفاصل وقد ثبت بأحاديث صحيحة صريحة استحباب التعجيل وقد استدل الحنفية على استحباب تأخير العصر بهذا الحديث وبأحاديث أخرى قد ذكرتها في الباب المتقدم ولا يصح استدلالهم بواحد منها كما عرفت وقد استدل محمد في
(٤٢٤)