الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلعوا فوقه وسمع أبو بكر أصواتهم فاقبل عليه الهم والخوف فعند ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحزن ان الله معنا ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه السكينة وفي ذلك يقول الله عز وجل إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا الآية وهذا يقوي أنه قال ما في حديث الباب حينئذ ولذلك اجابه بقوله لا تحزن (قوله ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) في رواية موسى فقال اسكت يا أبا بكر اثنان الله ثالثهما وقوله اثنان خبر مبتدأ محذوف تقديره نحن اثنان ومعنى ثالثهما ناصرهما ومعينهما والا فالله ثالث كل اثنين بعلمه وستأتي الإشارة إلى ذلك في تفسير براءة وفي الحديث منقبة ظاهرة لأبي بكر وفيه ان باب الغار كان منخفضا الا انه كان ضيقا فقد جاء في السير للواقدي ان رجلا كشف عن فرجه وجلس يبول فقال أبو بكر قد رآنا يا رسول الله قال لو رآنا لم يكشف عن فرجه وسيأتي مزيد لذلك في قصة الهجرة إن شاء الله تعالى * (تنبيه) * اشتهر ان حديث الباب تفرد به همام عن ثابت وممن صرح بذلك الترمذي والبزار وقد أخرجه ابن شاهين في الافراد من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت بمتابعة همام وقد قدمت له شاهدا من حديث حبشي بن جنادة ووجدت له آخر عن ابن عباس أخرجه الحاكم في الإكليل (قوله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سدوا الأبواب الا باب أبي بكر قاله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم) وصله المصنف في الصلاة بلفظ سدوا عني كل خوخة فكأنه ذكره بالمعنى (قوله حدثنا أبو عامر) هو العقدي و (فليح) هو ابن سليمان وهو ومن فوقه مدنيون (قوله عن عبيد بن حنين 3) تقدم بيان الاختلاف في إسناده في باب الخوخة في المسجد في أوائل الصلاة (قوله خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم) في رواية مالك عن أبي النضر الآتية في الهجرة إلى المدينة جلس على المنبر فقال وفي حديث ابن عباس الماضي تلو حديث أبي سعيد في باب الخوخة من أوائل الصلاة في مرضه الذي مات فيه ولمسلم من حديث جندب سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل ان يموت بخمس ليال وفي حديث أبي بن كعب الذي سأنبه عليه قريبا ان أحدث عهدي بنبيكم قبل وفاته بثلاث فذكر الحديث في خطبة أبي بكر وهو طرف من هذا وكأن أبا بكر رضي الله عنه فهم الرمز الذي أشار به النبي صلى الله عليه وسلم من قرينة ذكره ذلك في مرض موته فاستشعر منه انه أراد نفسه فلذلك بكى (قوله بين الدنيا وبين ما عنده) في رواية مالك المذكورة بين ان يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده قوله فعجبنا لبكائه) وقع في رواية محمد بن سنان في باب الخوخة المذكورة فقلت في نفسي وفي رواية مالك فقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد وهو يقول فديناك ويجمع بان أبا سعيد حدث نفسه بذلك فوافق تحديث غيره بذلك فنقل جميع ذلك (قوله وكان أبو بكر أعلمنا) في رواية مالك وكان أبو بكر هو اعلمنا به أي بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالمراد من الكلام المذكور زاد في رواية محمد بن سنان فقال يا أبا بكر لا تبك (قوله إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر) في رواية مالك كذلك وفي رواية محمد بن سنان ان من امن الناس علي بزيادة من وقال فيها أبا بكر بالنصب للأكثر ولبعضهم أبو بكر بالرفع وقد قيل إن الرفع خطأ والصواب النصب لأنه اسم ان ووجه الرفع بتقدير ضمير الشأن أي انه والجار والمجرور بعده خبر مقدم وأبو بكر مبتدأ مؤخر أو على أن مجموع الكنية اسم فلا يعرب ما وقع فيها من الأداة أو ان بمعنى نعم أو ان من زائدة على رأي الكسائي وقال ابن بري يجوز الرفع إذا جعلت من صفة لشئ
(١٠)