الحمد لله اني لأرجو ان يكون الله استجاب دعوتي (قوله قالوا أبو الدرداء) لم اقف على اسم القائل (قوله قال أوليس عندكم ابن أم عبد) يعني عبد الله بن مسعود ومراد أبي الدرداء بذلك انه فهم منهم انهم قدموا في طلب العلم فبين لهم ان عندهم من العلماء من لا يحتاجون معهم إلى غيرهم ويستفاد منه ان المحدث لا يرحل عن بلده حتى يستوعب ما عند مشايخها (قوله صاحب النعلين) أي نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن مسعود يحملهما ويتعاهدهما (قوله والوساد) في رواية شعبة صاحب السواك بالكاف أو السواد بالدال ووقع في رواية الكشميهني هنا الوساد ورواية غيره أوجه والسواد السرار براءين يقال ساودته سوادا أي ساررته سرارا واصله أدنى السواد وهو الشخص من السواد (قوله والمطهرة) في رواية السرخسي والمطهر بغير هاء وأغرب الداودي فقال معناه انه لم يكن يملك من الجهاز غير هذه الأشياء الثلاثة كذا قال وتعقب ابن التين كلامه فأصاب وقد روى مسلم عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذنك علي ان ترفع الحجاب وتسمع سوادي أي سراري وهي خصوصية لابن مسعود وسيأتي في مناقبه قريبا حديث أبي موسى قدمت انا وأختي من اليمن فمكثنا حينا لا نرى الا ان عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه والصواب ما قال غير الداودي ان المراد الثناء عليه بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم وانه لشدة ملازمته له لأجل هذه الأمور ينبغي ان يكون عنده من العلم ما يستغني طالبه به عن غيره (قوله أفيكم) بهمزة الاستفهام وفي رواية الكشميهني وفيكم بواو العطف وفي رواية شعبة أليس فيكم أو منكم بالشك في الموضعين (قوله الذي أجاره الله من الشيطان يعني على لسان نبيه) في رواية شعبة أجاره الله على لسانه نبيه يعني من الشيطان وزاد في رواية شعبة يعني عمارا وزعم ابن التين ان المراد بقوله على لسان نبيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وهو محتمل ويحتمل ان يكون المراد بذلك حديث عائشة مرفوعا ما خير عمار بين أمرين الا اختار أرشدهما أخرجه الترمذي ولأحمد من حديث ابن مسعود مثله أخرجهما الحاكم فكونه يختار ارشد الامرين دائما يقتضي انه قد أجير من الشيطان الذي من شأنه الامر بالغي وروى البزار من حديث عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ملئ ايمانا إلى مشاشه يعني عمارا وإسناده صحيح ولابن سعد في الطبقات من طريق الحسن قال قال عمار نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال النبي صلى الله عليه وسلم سيأتيك من يمنعك من الماء فلما كنت على رأس الماء إذا رجل اسود كأنه مرس فصرعته فذكر الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الشيطان فلعل ابن مسعود أشار إلى هذه القصة ويحتمل أن تكون الإشارة بالإجارة المذكورة إلى ثباته على الايمان لما أكرهه المشركون على النطق بكلمة الكفر فنزلت فيه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان وقد جاء في حديث اخر ان عمارا ملئ ايمانا إلى مشاشه أخرجه النسائي بسند صحيح والمشاش بضم الميم ومعجمتين الأولى خفيفة وهذه الصفة لا تقع الا ممن أجاره الله من الشيطان وقد تقدم شرح الحديث الذي أشار إليه ابن التين في باب
(٧٢)