يظهر السر في قول الرجل لولا أمتعتنا به (قوله قال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به) اسم هذا الرجل عمر سماه مسلم في رواية إياس بن سلمة ولفظه فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له يا نبي الله لولا أمتعتنا بعامر وفي حديث نصر بن دهر عند ابن إسحاق فقال عمر وجبت يا رسول الله ومعنى قوله لولا أي هلا وأمتعتنا أي متعتنا أي أبقيته لنا لنتمتع به أي بشجاعته والتمتع الترفة إلى مدة ومنه أمتعني الله ببقائك (قوله فأتينا خيبرا) أي أهل خيبر (قوله فحاصرناهم) ذكر ابن إسحاق أن أول شئ حاصروه ففتح حصن ناعم ثم انتقلوا إلى غيره (قوله حتى أصابتنا مخمصة) بمعجمة ثم مهملة أي مجاعة شديدة وسيأتي شرح قصة الحمر الأهلية في كتاب الذبائح إن شاء الله تعالى قوله وكان سيف عامر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه) في رواية إياس بن سلمة فلما قدمنا خيبر خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه يقول قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب * إذا الحروب أقبلت تلهب قال فبرز إليه عامر فقال قد علمت خيبر أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فصار عامر يسل له أي يضربه من أسفل فرجع سيفه أي عامر على نفسه (قوله ويرجع ذباب سيفه) أي طرفه الاعلى وقيل حده (قوله فأصاب عين ركبة عامر) أي طرف ركبته الاعلى فمات منه وفي رواية يحيى القطان فأصيب عامر بسيف نفسه فمات وفي رواية إياس بن سلمة عند مسلم فقطع أكحله فكانت فيها نفسه وفي رواية بن إسحاق فكلمه كلما شديدا فمات منه (قوله فلما قفلوا من خيبر) أي رجعوا (قوله وهو آخذ يدي) في رواية الكشميهني بيدي وفي رواية قتيبة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحبا بمعجمة ثم مهملة وموحدة أي متغير اللون وفي رواية إياس فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي (قوله زعموا أن عامرا حبط عمله) في رواية إياس بطل عمل عامر قتل نفسه وسمى من القائلين أسيد بن حضير في رواية قتيبة الآتية في الأدب وعند ابن إسحاق فكان المسلمون شكوا فيه وقالوا إنما قتله سلاحه ونحوه عند مسلم من وجه آخر عن سلمة (قوله كذب من قاله) أي أخطأ (قوله إن له أجرين) في رواية الكشميهني لاجرين وكذا في رواية قتيبة وكذا في رواية ابن إسحاق إنه لشهيد وصلى عليه (قوله إنه لجاهد مجاهد) كذا للأكثر باسم الفاعل فيهما وكسر الهاء والتنوين والأول مرفوع على الخبر والثاني اتباع للتأكيد كما قالوا جاد مجد ووقع لأبي ذر عن الحموي والمستملي بفتح الهاء والدال وكذا ضبطه الباجي قال عياض والأول هو الوجه (قلت) يؤيده رواية أبي داود من وجه آخر عن سلمة مات جاهدا مجاهدا قال ابن دريد رجل جاهد أي جاد في أموره وقال ابن التين الجاهد من يرتكب المشقة ومجاهد أي لأعداء الله تعالى (قوله قل عربي مشى بها مثله) كذا في هذه الرواية بالميم والقصر من المشي والضمير للأرض أو المدينة أو الحرب أو الخصلة (قوله قال قتيبة نشأ) أي بنون وبهمزة والمراد أن قتيبة رواه عن حاتم بن إسماعيل بهذا الاسناد فخالف في هذه اللفظة وروايته موصولة في الأدب عنده وغفل الكشميهني فرواها هنالك بالميم والقصر وحكى السهيلي أنه وقع في رواية مشابها بضم الميم اسم فاعل من الشبه أي ليس له مشابه في صفات الكمال في القتال وهو منصوب بفعل محذوف تقديره
(٣٥٨)