فلا يصم قال فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه (1) فأنكر ذلك فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فسألهما عبد الرحمن عن ذلك قال فكلتاهما قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم قال فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر ذلك له عبد الرحمن فقال مروان عزمت عليك الا ما ذهبت إلى أبي هريرة ورددت عليه ما يقول قال فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال فذكر ذلك له عبد الرحمن فقال أبو هريرة سمعت ذلك من الفضل بن عباس ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك قلت لعبد الملك قالتا في رمضان قال كذلك يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم - رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب هو ابن عطاء أنبأ سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه رجع عن قوله قبل موته - (قال وأخبرنا) عبد الوهاب أنبأ عمر بن قيس المكي قال قال عطاء رجع أبو هريرة عن قوله رجوعا حسنا يعني في الجنب إذا أصبح ولم يغتسل (وروينا) عن أبي بكر بن المنذر أنه قال أحسن ما سمعت في هذا أن يكون ذلك محمولا على النسخ وذلك أن الجماع كان في أول الاسلام محرما على الصائم في الليل بعد النوم كالطعام والشراب فلما أباح الله عز وجل الجماع إلى طلوع الفجر جاز للجنب إذا أصبح قبل يغتسل ان يصوم ذلك اليوم لارتفاع الحظر فكان أبو هريرة يفتى بما سمعه من الفضل بن عباس على الأمر الأول ولم يعلم بالنسخ فلما سمع خبر عائشة وأم سلمة صار إليه باب الوقت الذي يحرم فيه الطعام على الصائم (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ بنيسابور وأبو الحسن محمد بن يعقوب بن أحمد الفقيه بالطابر ان قالا أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عمرو بن عون الواسطي ثنا هشيم عن حصين عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال لما نزلت (كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) الآية عمدت إلى عقالين عقال ابيض وعقال اسود فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أقوم من الليل فانظر فلا يتبين لي فلما أصبحت غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فضحك فقال إن كان وسادك لعريضا إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل - رواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن منهال عن هشيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن حصين - (وأخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو النضر الفقيه أنبأ عثمان بن سعيد الدارمي أنبأ سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال نزلت هذه الآية (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) ولم ينزل (من الفجر) قال وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له زيهما فأنزل الله تعالى بعد ذلك (من الفجر) فعلموا انه إنما يعني بذلك الليل والنهار قال ابن أبي مريم وحدثني ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد بنحوه - رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم بالاسنادين جميعا ورواه مسلم عن محمد بن سهل وأبي بكر بن أبي إسحاق عن ابن أبي مريم بالاسناد الأول - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ مخلد بن جعفر الدقاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغرنكم من سحوركم اذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا وحكى حماد بيده قال يعني معترضا - رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع الزهراني - (أخبرنا) أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على ابن وهب أخبرك ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هما فجران فاما الذي كأنه ذنب السرحان فإنه لا يحل شيئا ولا يحرمه واما المستطيل الذي يأخذ بالأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام - هذا مرسل وقد روى موصولا بذكر جابر بن عبد الله فيه -
(٢١٥)