(قال) أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ظاهر القرآن يدل على أن كل ماء طاهر ماء بحر وغيره (وقد روى) فيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث يوافق ظاهر القرآن في اسناده من لا اعرفه ثم ذكر حديث الذي (أخبرناه) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو زكريا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى رحمهما الله (قالا) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب انا لربيع بن سليمان انا الشافعي انا مالك (وأخبرنا) أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري رحمه الله في (كتاب السنن) أنا أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق المعروف بابن داسة بالبصرة ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق ان المغيرة بن أبي بردة وهو من بنى عبد الدار اخبره انه سمع أبا هريرة يقول سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله انا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فان توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هو الطهور ماؤه الحل ميتته (وقد تابع) الجلاح أبو كثير صفوان بن سليم على روايته عن سعيد بن سلمة.
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب ثنا الجلاح أبو كثير ان ابن سلمة المخزومي حدثه ان المغيرة بن أبي بردة اخبره انه سمع أبا هريرة يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فجاءه صياد فقال يا رسول الله أخبرنا ننطلق في البحر نريد الصيد فيحمل معه أحدنا الإداوة وهو يرجو ان يأخذ الصيد قريبا فربما وجده كذلك وربما لم يجد الصيد حتى يبلغ من البحر مكانا لم يظن أن يبلغه فلعله يحتلم أو يتوضأ فان اغتسل أو توضأ بهذا الماء فلعل أحدنا يهلكه العطش فهل ترى في ماء البحر ان نغتسل به أو نتوضأ به إذا خفنا ذلك فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال اغتسلوا منه وتوضأوا به فإنه الطهور ماؤه الحل ميتته (وقد تابع) يحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن محمد القرشي سعيدا على روايته الا انه اختلف فيه على يحيى بن سعيد فروى عنه في المغيرة بن أبي بردة عن رجل من بنى مدلج عن النبي صلى الله عليه وآله وروى عنه عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة ان رجلا من بنى مدلج وروى عنه عن عبد الله بن المغيرة الكندي " عن رجل من بنى مدلج وعنه عن المغيرة بن عبد الله عن أبيه وقيل غير هذا واختلفوا أيضا في اسم سعيد بن سلمة فقيل كما قال مالك وقيل عبد الله بن سعيد المخزومي وقيل سلمة بن سعيد وهو الذي أراد الشافعي بقوله في اسناده من لا اعرفه أو المغيرة أو هما الا ان الذي قام اسناده ثقة أودعه مالك بن انس الموطأ (وأخرجه) أبو داود في السنن (وقد روي) الحديث عن