معه السباع فلم تدنو منه ولم يخرجه، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه ان ائت دانيال بطعام، قال: يا رب وأين دانيال؟ قال: تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه فانه يدلك إليه، فأتت به الضبع إلى ذلك الجب فإذا فيه دانيال فأدلى إليه الطعام فقال دانيال: الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، والحمد لله الذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا وبالصبر نجاة. ثم قال الصادق (عليه السلام): إن الله أبى إلا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون وأن لا تقبل لأوليائه شهادة في دولة الظالمين (1).
[1076] 10 - قال ابن طاوس (رحمه الله): ذكر الكراجكي في كتاب كنز الفوائد قال: جاء في الحديث أن أبا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله: من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أمير المؤمنين على يده؟ فقيل له: هذا أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقال: اني والله ما علمت لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر. ثم قام فوقف بين يدي المنصور فقال له: أسال يا أمير المؤمنين؟
فقال له المنصور: سل هذا، فقال: اني أريدك بالسؤال، فقال له المنصور: سل هذا، فالتفت رزام إلى الامام جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال له: أخبرني عن الصلاة وحدودها، فقال له الصادق (عليه السلام): للصلاة أربعة آلاف حد لست تؤاخذ بها، فقال: أخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلاة إلا به، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ وتمام بالغ، غير نازغ ولا زائغ، عرف فوقف وأخبت فثبت، فهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع، كان الوعد له صنع والوعيد به وقع، يذل عرضه ويمثل غرضه، وبذل في الله المهجة