دونه. إلى أن قال: فقلت خفض عليك يا خليفة رسول الله! صلى الله عليه وسلم فإن هذا يهيضك (1) إلى ما بك فوالله ما زلت صالحا مصلحا، لا تأسى على شئ فاتك من أمر الدنيا، ولقد تخليت بالأمر وحدك فما رأيت إلا خيرا (2).
تورم أنف الصحابة إما لاعترافهم بعدم النص وإن الخيرة قد عدتهم من غير ما أولوية في المختار - بالفتح - أو: لاعتقادهم وجود النص لكنه لم يعمل به بل أعملت الأثرة والمحاباة فنقموا بأنها قد عدتهم. وإما لاعتقادهم إن الأمر لا يكون إلا باختيار الأمة فغاضهم التخلف عنه. وإما لاعتقادهم وجود النص على علي أمير المؤمنين عليه السلام خاصة فغضبوا له و أسخطهم أن يتقدم عليه غيره. وإما لأنهم رأوا أن الناس لا يعتمدون على النص، ولا يجزي الانتخاب على أصوله، وأن الانتخاب الأول كان فلتة بنص من عمر، والاختيار الشخصي ما كان معهودا، فإذا كان السائد وقتئذ الفوضوية فلكل أحد يرى لنفسه حنكة التقدم أن يطمع في الأمر كما قال عبد الرحمن بن عوف في حديث أخرجه البلاذري في " الأنساب " 5: 20: يا قوم! أراكم تتشاحون عليها وتؤخرون إبرام هذا الأمر، أفكلكم رحمكم الله يرجو أن يكون خليفة؟.
4 - وما أخرجه ابن قتيبة في حديث يأتي كملا من قول أبي بكر: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا وللمؤمنين وليا فمن الله تعالى بمقامه بين أظهرنا حتى اختار له الله ما عنده فخلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم متفقين لا مختلفين فاختاروني عليهم واليا ولأمورهم راعيا. الإمامة والسياسة 1: 15.
5 - وما صح عن عمر أنه قال: ثلاث لأن يكون رسول الله بينهن أحب إلي من حمر النعم: الخلافة. الكلالة. الربا. وفي لفظ: أحب إلي من الدنيا وما فيها ".
6 - وما جاء عن عمر صحيحا من قوله: لأن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث أحب إلي من حمر النعم: ومن الخليفة بعده. الحديث (3) 7 - وما صح عن عمر أنه قال: إن الله تعالى يحفظ دينه وإني إن لا أستخلف؟ فإن