قال الشيخ أبو طاهر ميمون: يا بني رأيت رجلا بجامع الرصافة في شهر ربيع الأول من سنة ستين وأربعمائة فسألته فقال: قد جئت من ستمائة فرسخ. فقلت: في أي حاجة؟ قال. رأيت وأنا ببلدي في ليلة جمعة كأني في صحراء أو في فضاء عظيم والخلق قيام وأبواب السماء قد فتحت وملائكة تنزل من السماء تلبس أقواما ثيابا خضرا ويطير بهم في الهواء فقلت: من هؤلاء الذين قد اختصوا بهذا؟ فقالوا لي: هؤلاء الذين يزورون أحمد بن حنبل فانتبهت ولم ألبث أن أصلحت أمري وجئت إلى هذا البلد وزرته دفعات وأنا عائد إلى بلدي إنشاء الله.
بركة قبر أحمد وجواره أخرج ابن الجوزي في مناقب أحمد ص 482 عن أبي يوسف بن بختان - وكان من خيار المسلمين - قال: لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأن على كل قبر قنديلا فقال: ما هذا؟ فقيل له: أما علمت أنه نور لأهل القبور ينورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم وقد كان فيهم من يعذب فرحم.
وبإسناده عن عبيد بن شريك قال: مات رجل مخنث فرئي في النوم فقال: قد غفر لي: دفن عندنا أحمد بن حنبل فغفر لأهل القبور.
وبإسناده في ص 483 عن أبي علي الحسن بن أحمد الفقيه قال: لما ماتت أم القطيعي دفنها في جوار أحمد بن حنبل فرآها بعد ليال فقالت: يا بني رضي الله عنك فلقد دفنتني في جوار رجل ينزل على قبره في كل ليلة - أو قالت في كل ليلة جمعة - رحمة تعم بجميع أهل المقبرة وأنا منهم.
قال: قال أبو علي وحكى أبو ظاهر الجمال - شيخ صالح - قال قرأت ليلة و أنا في مقبرة أحمد بن حنبل قوله تعالى: فمنهم شقي وسعيد. ثم حملتني عيني فسمعت قائلا يقول: ما فينا شقي والحمد لله ببركة أحمد.
وقال: بلغني عن بعض السلف القدماء قال: كانت عندنا عجوز من المتعبدات قد خلت بالعبادة خمسين سنة فأصبحت ذات يوم مذعورة فقالت: جاءني بعض الجن في منامي فقال: إني قرينك من الجن وإن الجن استرقت السمع بتعزية الملائكة بعضها بعضا بموت رجل صالح يقال له: أحمد بن حنبل. وتربته في موضع كذا وإن