قال علي بن جرير: كنت في الكوفة فقدمت البصرة وبها عبد الله بن المبارك فقال لي:
كيف تركت الناس؟ قال: قلت تركت بالكوفة قوما يزعمون أنا أبا حنيفة أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قلت: اتخذوك في الكفر إماما. قال: فبكى حتى ابتلت لحيته - يعني أنه حدث عنه - طب 13 ص 413.
وعن علي بن جرير قال: قدمت على ابن المبارك فقال له رجل: إن رجلين تماريا عندنا في مسألة فقال أحدهما: قال أبو حنيفة. وقال الآخر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان أبو حنيفة أعلم بالقضاء. فقال ابن المبارك: أعد علي. فأعاد عليه، فقال: كفر كفر. قلت: بك كفروا، وبك اتخذوا الكافر إماما - قال: ولم؟ قلت: بروايتك عن أبي حنيفة. قال: أستغفر الله من رواياتي عن أبي حنيفة " طب 13 ص 414 ".
وعن فضيل بن عياض قال: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة وأفرطوا فيه حتى لا يرون أن أحدا كان أعلم منه " حل 6 ص 358 ".
م - وكان محمد بن شجاع أبو عبد الله فقيه أهل العراق يحتال في إبطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه. طب 5 ص 351].
وهناك قوم قابلوا هؤلاء بالطعن على إمامهم وشنوا عليه الغارات وتحاملوا عليه بالوقيعة فيه، لا يسعنا ذكر جل ما وقفنا عليه من ذلك فضلا عن كله غير أنا نذكر منه النزر اليسير. قال عبد البر (1): فممن طعن عليه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - صاحب الصحيح - فقال في كتابه في الضعفاء والمتروكين: أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي قال نعيم بن حماد: نا يحيي بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعا سفيان الثوري يقول:
قيل: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين (2) وقال نعيم عن الفزاري: كنت عند سفيان بن عيينة فجاء نعي أبي حنيفة فقال: لعنه الله كان يهدم الاسلام عرة عروة، وما ولد في الاسلام مولود أشر منه. هذا ما ذكره البخاري.
وقال في ص 150 من الانتقاء: وذكر الساجي في كتاب العلل في باب أبي حنيفة: