الموتى من الصالحين فكيف بالأنبياء والمرسلين، ومن ادعى أن قبور الأنبياء وغيرهم من أموات المسلمين سواء فقد أتى أمرا عظيما نقطع ببطلانه وخطائه فيه، وفيه حط لدرجة النبي صلى الله عليه وسلم إلى درجة من سواه من المسلمين وذلك كفر متيقن، فإن من حط رتبة النبي صلى الله عليه وسلم عما يجب له فقد كفر؟.
والخطب الفظيع وقل الفاحشة المبينة إن الرجل يحذو حذو ابن تيمية، و يرى ما يهذو به من البدع والضلالات من سيرة المسلمين الأولين، كأن القرون الإسلامية تدهورت وتقلبت على سيرتها الأولى، وشذت الأمة عنها، فلم يبق عاملا بتلك السيرة إلا الرجل [القصيمي] وشيخه في ضلاله [ابن تيمية].
وانظر إلى الرجل كيف يرى زيارة القبور وإتيانها والدعاء عندها من الردة والكفر عند جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ناشئة عن الغلو في التشيع والتأليه لعلي وولده؟! وقد مر عنه في صفحة 45: إن الشيعة يرون عليا وولده أنبياء يوحى إليهم. إن كلها إلا شنشنة الرعونة وصبغة الإحن والشحناء في كل أموي لف عجاجته على الشيعة وعلى أئمتها، فها نحن نقدم بين يدي القارئ سيرة المسلمين في زيارة النبي الأقدس وغيره منذ عصر الصحابة الأولين والتابعين لهم بإحسان حتى اليوم، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة.
الحث على زيارة النبي صلى الله عليه وآله أخرج أئمة المذاهب الأربعة وحفاظها في الصحاح والمسانيد أحاديث جمة في زيارة قبر النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله ونحن نذكر شطرا منها:
(1) عن عبد الله بن عمر مرفوعا: من زار قبري وجبت له شفاعتي.
أخرجه أمة من الحفاظ وأئمة الحديث منهم:
1 - عبيد بن محمد أبو محمد الوراق النيسابوري المتوفى 255.
2 - ابن أبي الدنيا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي المتوفى 281.
3 - الدولابي أبو بشر محمد الرازي المتوفى 310 في " الكنى والأسماء " 2: 64.