معاوية. وابنه. ثم يكون السفاح. ومنصور. وجابر. والأمين. وسلام. وأمير العصب، لا يرى مثله، ولا يدرى مثله. الحديث.
أخرجه نعيم بن حماد في " الفتن " كما في " كنز العمال " 6 ص 67، أرسلوا الحديث ورفعوه خوفا من أن يقف الباحث على ما في إسناده غير أن نعيم بن حماد بمفرده يكفي في المصيبة ويستغنى به عن عرفان بقية رجاله، وقد مر في سلسلة الكذابين أنه كان يضع الحديث في تقوية السنة.
على أن متن الحديث غير قاصر بالشهادة على وضعه، فإن خليفة يأتي التبشير به كابني آكلة الأكباد حقيق أن يكون الأبناء به مختلقا مكذوبا لم تسر به الأمة قط إلا أن يكون المبشر بهما وبمن بعدهما من أمثالهما غير عالم بمعنى الخليفة ولا عارف بالمغزى من تقييضه.
ثم أي خلافة هذه ينقطع أمدها منذ عهد يزيد بن معاوية إلى السفاح من سنة 64 إلى 132 فتترك الأمة طيلة تلك المدة سدى؟!.
وأي خطر للمنصور الظالم الغاشم حتى ينص النبي صلى الله عليه وآله على خلافته على المسلمين؟ ومن هم: جابر وسالم وأمير العصب؟ وما محلهم من الخلافة الدينية؟
ثم ما بال عمر بن عبد العزيز ألين بني أمية أريكة، وأطيبهم عنصرا، وأصلحهم عملا، لم يعوض به عن يزيد الخنا؟ وما الذي كسى صاحب القرود والفهود والعود و الخمور ثوب الخلافة الإسلامية ولم يكسه عمر بن عبد العزيز؟ ولا معاوية بن يزيد الذي تقمصها أربعين يوما ثم انسل عنه انسلالا؟ وقد نص على خلافة الأول منهما وعدله وكونه من الخلفاء الراشدين غير واحد من الأئمة كما في تاريخ ابن كثير 6 ص 198، هذه كلها شواهد على أن واضع الحديث مفتر مائن جاهل بشؤون الخلافة، غير عارف بالخلفاء، وأجهل منه مؤلف يذكره ويجعله بين يدي القارئ ويعده منقبة للخلفاء.
35 - قال أبو بكر في الغار: يا رسول الله! قد عرفت منزلتك من الله تعالى بالنبوة و الرسالة فأنا بأي شئ؟ فقال: أنا رسول الله، وأنت صديقي وجناحي ومؤنسي وأنيسي، وأنت خليفتي من بعدي، تقوم في الناس مقامي، وأنت ضجيعي، وإن الله قد غفر لك ولمحبيك إلى يوم القيامة.