وعلى أي كتاب تستند مزعمتهم؟! ومن ذا الذي شافههم بها حيث خلت عنها الكتب؟!.
نعم: لم يقصدوا إلا إسقاط محل الشيعة بهذه السفاسف فكشفوا عن سوءة إفكهم وإذا كان الكاتب عن أي أمة لا يعرف شيئا من معالمهم وأحوالهم، أو يعرفها ثم يقلبها ظهرا لبطن، يكون مثل هؤلاء الكتبة موردا للمثل: حن قدح ليس منها.
وكأن هؤلاء المدافعون عن ساحة قدس زيد يحسبون القراء جهلاء بالتاريخ الاسلامي، وأنهم لا يعرفون شيئا منه، وتخفى عليهم حقيقة هذا القول المزور.
ألا من مسائل هؤلاء عن أن زيدا إن كان عندهم وعند قومهم في جانب عظيم من العلم والزهد فبأي كتاب أم بأية سنة حاربه أسلافهم وقاتلوه وقتلوه وصلبوه و وأحرقوه وداروا برأسه في البلاد؟!
أليس منهم ومن قومهم أمير مناوئيه وقاتله: يوسف بن عمر؟!
أو ليس منهم صاحب شرطته: العباس بن سعد؟!.
أو ليس منهم قاطع رأسه الشريف: ابن الحكم بن الصلت؟!
أو ليس منهم مبشر يوسف بن عمر بقتله: الحجاج بن القاسم؟!
أو ليس منهم خراش بن حوشب الذي أخرج جسده من قبره؟!
أو ليس من خلفائهم الآمر بإحراقه: وليد أو هشام بن عبد الملك؟!
أو ليس منهم حامل رأسه إلى هشام: زهرة بن سليم؟!
أو ليس من خلفائهم هشام بن عبد الملك وقد بعث رأس زيد إلى مدينة الرسول فنصب عند قبر النبي يوما وليلة؟!
أو ليس هشام بن عبد الملك كتب إلى خالد القسري يقسم عليه أن يقطع لسان الكميت شاعر أهل البيت ويده بقصيدة رثى بها زيد بن علي وابنه ومدح بني هاشم؟!
أو ليس عامل خليفتهم بالمدينة: محمد بن إبراهيم المخزومي، كان يعقد حفلات بها سبعة أيام ويخرج إليها ويحضر الخطباء فيها فيلعنون هناك عليا وزيدا وأشياعهم؟!
أو ليس من شعراء قومهم الحكيم الأعور؟! وهو القائل:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليا سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب