المترجم له في الرعيل الأول من فقهاء العترة ومدرسيهم في عاصمة التشيع بالعراق في القرون الأولى (الكوفة) وفي السنام الأعلى من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين، وقد سار بذكره وبشعره الركبان، وعرفه القريب والبعيد بحسن الصياغة وجودة السرد، أضف إلى ذلك علمه الغزير، ومجده الأثيل، وسؤدده الباهر، ونسبه العلوي الميمون، وحسبه الوضاح إلى فضايل جمة تسنمت به إلى ذروة الخطر المنيع.
سأل المتوكل ابن الجهم من أشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهلية والاسلام، ثم إنه سأل أبا الحسن (الإمام علي بن محمد الهادي) فقال: الحماني حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة * بمد خدود وامتداد أصابع فلما تنازعنا المقال قضى لنا * عليهم بما يهوى نداء الصوامع ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا * عليهم جهير الصوت في كل جامع فإن رسول الله أحمد جدنا * ونحن بنوه كالنجوم الطوالع قال: وما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟! قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، جدي أم جدك؟! فضحك المتوكل ثم قال: هو جدك لا ندفعك عنه.
هذا الحديث ذكره الجاحظ في [المحاسن والأضداد] ص 104، والبيهقي في [المحاسن والمساوي] 1 ص 74 غير أن فيها: الرضى. مكان أبي الحسن. وأحسبه تصحيف (المرتضى) وهو لقب الإمام الهادي سلام الله عليه.
ورواه شيخ الطايفة في أماليه ص 180، وبهاء الدين في [تاريخ طبرستان] ص 224، وابن شهرآشوب في (المناقب) 5 ص 118 ط هند.
وأثنى عليه المسعودي في (مروج الذهب) 2 ص 322 في كلام يأتي له وقال:
كان علي بن محمد الحماني مفتيهم بالكوفة وشاعرهم ومدرسهم ولسانهم، ولم يكن أحد بالكوفة من آل علي بن أبي طالب يتقدمه في ذلك الوقت.
وذكره النسابة العمري في (المجدي) وأطراه بما ملخصه: كان مشهورا بالشعر رثى يحيى بن عمرو كان أشعر ولد أبيه يكنى أبا الحسين. وقال في ترجمة الشريف الرضي: هو أشعر قريش إلى وقتنا وحسبك أن يكون قريش في أولها الحرث بن هشام والعبلي وعمر بن أبي ربيعة وفي آخرها بالنسبة إلى زمانه محمد بن صالح الموسوي وعلي بن محمد الحماني.